أكد وزير الصحة الدكتور أحمد العوضي أن «التبغ يعد أحد أخطر التهديدات الصحية التي واجهها العالم على الاطلاق، حيث تشير الإحصائيات إلى أن أكثر من مليار شخص يتعاطون التبغ حول العالم، وأن التدخين يتسبب في وفاة أكثر من مليون شخص سنوياً في مختلف دول العالم».

وأشار الوزير العوضي في كلمته، خلال افتتاح المؤتمر الدولي لمكافحة التبغ تحت عنوان «آفة التدخين وتضارب المصالح» الذي تنظمه الجمعية الكويتية لمكافحة التدخين والسرطان بالتعاون مع البرنامج الوطني لمكافحة التدخين في الوزارة، إلى أن «التبغ يحتوي مواد كيميائية سامة مثل النيكوتين والسيانيد وهي مواد تلحق الضرر بجسم الإنسان مع مرور الوقت ويؤدي التدخين إلى زيادة مخاطر الإصابة بأمراض خطيرة مثل الأمراض القلبية والسكتة الدماغية، وتلف الرئة وأنواع عديدة من السرطان».

وبيّن أن «دولة الكويت بالتعاون الوثيق مع مؤسسات المجتمع المدني تبذل جهوداً متواصلة للتصدي لآفة التدخين القاتلة عبر إستراتيجية شاملة ترتكز على محاور رئيسية تتمثل في المكافحة والوقاية والعلاج»، مشيراً الى أن «منظمة الصحة العالمية أولت اهتماماً خاصاً باقتصاديات صناعة التبغ وتأثيراتها الضارة خاصةً في الدول النامية التي تتكبد خسائر اقتصادية وصحية جسيمة بسبب استيراد أو تصنيع منتجات التبغ».

ولفت إلى «أهمية دور الدول في سن التشريعات الصارمة التي تمنع التدخين في المرافق الرسمية، كما تتحمل وسائل الإعلام مسموعة أو مقروءة أو مرئية مسؤولية كبيرة في توعية المجتمع بمخاطر هذه الظاهرة القاتلة وآثارها السلبية على الصحة العامة والمجتمع».

من جانبه، أشار رئيس مجلس إدارة جمعية مكافحة التدخين والسرطان الدكتور خالد الصالح إلى أن «مواجهة صناعات وترويج التبغ هي الطريق الأمثل للتقليل من الأضرار التي تسببها وأن هناك المليارات التي تدفعها الحكومات لتوفير العلاجات الخاصة من الأمراض الناتجة عن التدخين بكافة أنواعه ومصادره، لاسيما ارتفاع نسب الإصابة بالأمراض المزمنة وعلى رأسها السرطان».

ولفت إلى «الأضرار البيئية بسبب زراعة التبغ وصولاً للأضرار الاجتماعية والاقتصادية وغيرها ما يضعنا أمام مسؤولية توحيد الجهود لتبيان الواقع المخيف الذي نعيشه اليوم بوجود نحو 1.1 مليار شخص من مدخني التبغ تتراوح أعمارهم بين 15 عاماً أو أكثر و 80 في المئة منهم يعيشون في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل».

وأضاف ان «آفة التدخين تشكل أحد أكبر تهديدات الصحة العامة التي واجهها العالم على الإطلاق ويسفر عنه وفاة أكثر من 7 ملايين شخص سنوياً نتيجة الاستخدام المباشر للتبغ، بالإضافة إلى 1.3 مليون وفاة بسبب التعرض للدخان غير المباشر».

ولفت إلى أن «الإحصاءات تشير إلى أن نحو 10 في المئة من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عاماً حول العالم يستخدمون التبغ بما في ذلك 12 مليون مراهق يستخدمون المنتجات الجديدة وهي أرقام تقل عن الواقع بسبب نقص البيانات في أكثر من 70 دولة».

وحذر من السجائر الالكترونية أيضاً التي تحوي النيكوتين وتعتبر ضارة للصحة مثل منتجات التبغ التقليدية والمنتشرة بشكل واسع وسريع بين جميع فئات المجتمع وخاصة الشباب صغار السن والمراهقين بالإضافة لانتشار التدخين بين النساء.

وأكد أن «إيجاد برامج وطنية لمكافحة التدخين هي إحدى المؤشرات على اهتمام الجهات الحكومية للتصدي لآفة التدخين والحد من أضراره الصحية والبيئية والاقتصادية، وأن مثل هذه الخطوات يمكن البناء عليها وتكوين شبكات تواصل مع الجهات المختصة للدفع في اتجاه وضع السياسات وتطبيقها لمواجهة اقتصادات التبغ».