تناول ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي الأمير محمد بن سلمان مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في الرياض، أمس، وقف العمليات العسكرية في قطاع غزة ولبنان، و«التعامل مع تداعياتها الأمنية والإنسانية».

وناقش اللقاء، «مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها التطورات في غزة ولبنان، والجهود المبذولة لوقف العمليات العسكرية والتعامل مع تداعياتها الأمنية والإنسانية»، إضافة إلى «العلاقات الثنائية، ومجالات التعاون المشترك»، بحسب ما ذكرت «وكالة واس للأنباء».

وأعلنت الخارجية الأميركية، في بيان، أن «الوزير أكد ضرورة إنهاء الحرب في غزة وإطلاق الرهائن وتمكين سكان غزة من إعادة بناء حياتهم من دون حماس».

كما ناقش الأمير محمد بن سلمان والوزير الأميركي التوصل إلى حل دبلوماسي في لبنان وإنهاء الصراع في السودان، وفق الخارجية.

وقبل لقاء ولي العهد، استقبل وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، نظيره الأميركي، وناقشا «المستجدات الإقليمية، وفي مقدمتها تطورات الأوضاع في غزة ولبنان والجهود المبذولة بشأنها».

وقبل توجهه إلى الرياض، أكد بلينكن أن «السعودية لاعب مهم في المنطقة».

وقال لصحافيين في مطار بن غوريون قرب تل أبيب، حيث استهلّ جولة إقليمية، هي الحادية عشرة له منذ بدء الحرب في غزة قبل أكثر من عام، هدفها الدفع باتجاه وقف النار، «رغم كل ما حدث، لا تزال هناك فرصة عظيمة في هذه المنطقة للتحرك في اتجاه مختلف تماماً».

وبعد لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولين رفيعي المستوى، أكد بلينكن أن «الوقت قد حان لإنهاء الحرب في غزة».

وحض على اقتناص «فرصة سانحة»، بعد مقتل رئيس المكتب السياسي لـ «حماس» يحيى السنوار، وتفكيك أغلب قدرات الحركة.

وأعلن بلينكن أن إسرائيل نجحت في ضمان عدم تكرار هجوم السابع من أكتوبر 2023 الذي بدأت على أثره حملتها العسكرية على القطاع، وينبغي أن تسعى إلى تحرير 101 رهينة من الإسرائيليين والأجانب وإنهاء القتال.

وأكد أنه «حان وقت تحويل هذه النجاحات إلى نجاح استراتيجي مستدام... التركيز يجب أن يكون على إعادة الرهائن وإنهاء هذه الحرب، ووجود خطة واضحة بشأن ما سيلي ذلك».

وشدد بلينكن على أن إسرائيل بحاجة إلى بذل المزيد لإتاحة وصول إمدادات إنسانية كافية لمن يعيشون في ظروف مزرية.

وأكد أن الولايات المتحدة رفضت أي احتلال إسرائيلي لغزة، موضحاً أنه تلقى «تأكيدات من نتنياهو الذي يملك القول الفصل في هذه الأمور».

ونقلت شبكة «سي إن إن» عن مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأميركية، أن بلينكن سأل نتنياهو مباشرة عمّا إذا كان يتبنّى خطة قتل وتجويع في غزة، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء تعهد بأن حكومته لا تتبنّى ما يعرف بـ«خطة الجنرالات».

وكان بلينكن، تباحث 3 ساعات مع نتنياهو، حول ملفات اليوم التالي لحرب غزة، والجبهة الشمالية والتهديد الإيراني.

كما أعلنت الخارجية الأميركية أن بلينكن أكد في اتصال هاتفي مع نظيره الأردني أيمن الصفدي، أهمية إطلاق «الرهائن» وإنهاء الحرب.

وغدا، يلتقي بلينكن وزراء خارجية عرب في لندن، بعد محادثات اليوم في قطر، بحسب الناطق باسم الخارجية ماثيو ميلر.

وكان بلينكن أكد خلال لقاءاته في تل أبيب أن واشنطن تبذل مساعي دبلوماسية حثيثة مع شركائها العرب والأوروبيين لبلورة فهم واضح بشأن طبيعة الحكم في غزة مستقبلاً وإعادة إعمارها.

صفارات الإنذار

أمنياً، أعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته الجوية أسقطت صاروخين قادمين من لبنان وتسببا في انطلاق صفارات الإنذار في تل أبيب، أمس، بينما كان بلينكن في زيارة للمدينة.

ودفع ذلك بعض كبار مسؤولي الخارجية الأميركية وصحافيين مرافقين في الفندق الذي ينزل فيه الوزير لمغادرة قاعة الإفطار والمسارعة بالنزول لملاجئ مع نزلاء آخرين وموظفين.

وجاء إسقاط الصاروخين بعد فترة وجيزة من إعلان الجيش في بيان، أنه اعترض طائرتين مُسيّرتين أطلقتا من ناحية الشرق مستهدفتين ميناء إيلات على البحر الأحمر.

وذكرت «المقاومة الإسلامية في العراق» في بيانين، أنها هاجمت إيلات بطائرات مسيرة مرتين، وأصابت أهدافاً «حيوية».