شدّد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، على أن بلاده «لا تريد الحرب في المنطقة، لكنها مستعدة لجميع السيناريوهات»، مشيراً إلى أن زيارته للكويت تأتي في إطار المشاورات المستمرة مع دول المنطقة، لخفض وتيرة التوتر والتصعيد، وتجنب الحرب الشاملة.

وقال عراقجي، في مؤتمر صحافي عقده مع ممثلي وسائل الإعلام في فندق فورسيزون صباح أمس، بمناسبة زيارته إلى الكويت، إن هناك مساعي لوقف شامل للعدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان، لافتاً إلى أن استمرار العدوان يهدف إلى تحويل مناطق أخرى إلى غزة ثانية وثالثة ورابعة، وهناك نحو 2.5 مليون نازح في غزة وما يناهز 1.5 مليون في لبنان، جميعهم يعيشون أوضاعاً مأسوية.

مسارات

وبسؤاله عما إذا كانت إيران تعمل من أجل وقف الحرب في لبنان بمسار منفصل عن غزة، قال عراقجي: نحن نسعى لوقف شامل لإطلاق النار في جميع دول المنطقة، سواء في غزة أو لبنان وغيرهما، ربما تكون هناك مسارات يتم انتهاجها حالياً لوقف التصعيد، نحن سنتابعها في ظل استمرار تواصلنا مع الدول المعنية بالتطورات، وهناك مندوب خاص لطهران مستقر في بيروت، ويجري تواصلاً مع المسؤولين هناك.

وأوضح أن قرار وقف إطلاق النار يتخذه الفلسطينيون واللبنانيون أنفسهم، وما علينا سوى الدعم والمساندة.

احتمالات واردة

وحول احتمال نشوب حرب شاملة، قال: الاحتمالات واردة، فقد تتوسع رقعة الحرب وتشمل المنطقة برمتها، لكن لدى دول المنطقة القدرة على وضع حد لذلك.

وبيّن أن الهجوم الصاروخي الإيراني ضد المنشآت الأمنية والعسكرية لجيش الاحتلال ليس سوى هجوم دفاعي، رداً على عدد من جرائم الكيان الصهيوني، واذا استمر في عدوانه فإن ايران ستقوم بالرد المناسب على أي اعتداء عليها.

حسن الجوار

وعن جولاته الخليجية، قال: أجريت حوارات في عدد من دول المنطقة، والكويت المحطة الحادية عشرة من جولاتي، واعتقد أن هناك تفاهماً وإدراكاً مشتركاً لتفادي هذه الحرب، مشدداً على أن إيران بذلنت قصارى جهدها لخفض التصعيد، لكننا مستعدون لأي نوع من الحروب وقادرون على مواجهتها.

وشدد على جدية بلاده في انتهاج سياسة حسن الجوار، مؤكدا ان العلاقات مع دول الجوار في تزايد وتحسن مستمرين، لاسيما دول الخليج، مضيفاً أن إيران ستبذل مزيداً من الجهد لتعزيز العلاقات مع جميع دول المنطقة، خصوصاً الكويت التي تربطنا بها علاقات متميزة للغاية.

ثلاث رسائل

وقال عراقجي إن جولته في المنطقة لإبلاغ زعمائها ثلاث رسائل، الأولى أن الكيان الصهيوني يسعى إلى توسيع رقعة الحرب وعلينا بذل الجهود لوقف التصعيد، الثانية أن نضع حداً للعدوان على غزة ولبنان، خصوصا أن الوضع هناك كارثي، الثالثة أن الحكومة الجديدة في ايران ستمضي قدماً في انتهاج سياسة حسن الجوار.

وأكد أن جميع أصدقائنا منحونا الاطمئنان بعدم استخدام أراضيهم او أجوائهم في الرد أو الهجوم على ايران، وأبلغونا بعبارات صريحة، رفضهم لأي هجوم علينا، ناهيك عن مهاجمة منشآتنا النووية، ونعتبر هذا الموقف نابعاً من الصداقة لإيران، مضيفاً أن بلاده تتابع وترصد عن كثب، جميع التحركات الأميركية في جميع قواعدها الجوية أو البحرية في المنطقة، وأضاف: «بناء على المعلومات التي لدينا عن القاعدة الأميركية في الكويت، فإننا سننقلها للمسؤولين الكويتيين».

العقوبات لا تعيق علاقاتنا التجارية

قال عراقجي إن هناك مجالات تعاون اقتصادية عديدة بين بلاده والكويت، معرباً عن أمله في زيادتها لمصلحة البلدين وشعبيهما، مضيفاً: أعتقد ان العقوبات المفروضة على إيران لن تكون حجر عثرة على تعزيز علاقاتنا التجارية مع الكويت.

الهجوم على منشآتنا النووية سيتبعه رد مماثل

تطرق عرقجي إلى احتمال استهداف الاحتلال الإسرائيلي مواقع أو منشآت نووية في بلاده، وقال: مهما كان الهجوم، فسيكون هناك رد مماثل من إيران، مشدداً على أن أي هجوم على منشآت نووية يتعارض مع الأعراف والقوانين الدولية كافة.

جرائم الاحتلال تدعمها دول

قال عراقجي: الاحتلال الاسرائيلي ارتكب أبشع الانتهاكات التي يرتقي بعضها لجرائم الحرب، ولا يزال مستمراً في ارتكابها بدعم أميركي وأوروبي ودعم بعض الدول الأخرى، وهي جرائم يجب متابعتها دولياً.

قبول القرار 1701 بيد «حزب الله»

قال عراقجي إن «حزب الله» هو الذي يعلن عن موقفه في شأن الموافقة على القرار 1701، ونحن على علم باستمرار المفاوضات في بيروت في شأن هذا الأمر.

3 رسائل لدول المنطقة

• بذل الجهد لمنع توسيع رقعة الحرب

• وضع حد للعدوان على غزة ولبنان

• حكومة إيران الجديدة تنتهج حُسن الجوار