قازان (روسيا) - أ ف ب - بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اعتباراً من أمس، باستقبال نحو 20 من قادة العالم الحلفاء أو الشركاء لعقد القمة السنوية لـ «بريكس»، تحالف الدول الناشئة، والذي يأمل الكرملين منه أن يشكل منافساً لـ«هيمنة» الغرب.

تأتي القمة التي تستمر حتى الغد في قازان، فيما تحقق موسكو مكاسب عسكرية في أوكرانيا، وتعقد تحالفات وثيقة مع أكبر خصوم الولايات المتحدة: الصين وإيران وكوريا الشمالية.

يفاخر الكرملين بتنظيم «أهم حدث دبلوماسي على الإطلاق في روسيا»، في تحدٍ للغرب يهدف الى إظهار فشل سياسة العزلة التي ينتهجها ضد بوتين منذ غزو أوكرانيا في فبراير 2022.

في وسط مدينة قازان على ضفاف نهر الفولغا، تم تعزيز الاجراءات الأمنية إلى حد كبير. وذكرت وسائل إعلام محلية أنه تم حث السكان على البقاء في منازلهم.

وتعرضت قازان التي تبعد نحو ألف كيلومتر عن الحدود الأوكرانية، مرات عدة لهجمات بمسيّرات آتية من أوكرانيا استهدفت مواقع صناعية مرتبطة بالجيش.

شي ومودي وأردوغان

وفي دليل على أهمية التحول الإستراتيجي الذي تتخذه موسكو تجاه آسيا، التقى الرئيس الروسي في اليوم الأول من القمة، حليفه الصيني الرئيس شي جينبينغ. ثم رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.

ويلتقي الرئيس الروسي اليوم نظيره التركي رجب طيب أردوغان الذي طلبت بلاده، وهي عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الانضمام إلى مجموعة «بريكس». كما يجتمع مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.

ومن المرتقب عقد لقاء ثنائي غداً مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وهو اللقاء الأول بينهما منذ أبريل 2022.

من جهته، ألغى الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا رحلته الأحد وسيتحدث عبر الفيديو.

وأوضح الاثنين أنه يعاني من إصابة في الرأس بعد حادث سقوط في المنزل، وذلك خلال مكالمة هاتفية مع عضو في حزبه قام بنشرها على وسائل التواصل الاجتماعي.

إلى جانب النزاع في أوكرانيا، فإنه سيتم بحث تصاعد التوتر في الشرق الأوسط، وكذلك التطوير المستقبلي لنظام مدفوعات دولي بهدف منافسة «نظام سويفت» الذي استبعدت منه غالبية المصارف الروسية بعد غزو أوكرانيا في فبراير 2022.

وسيتحدث بوتين خلال مؤتمر صحافي غداً، عند انتهاء القمة.

«عالم متعدد الأقطاب»

يؤكد المحلل السياسي الروسي كونستانتين كالاتشيف أن القمة «تهدف إلى إظهار أن روسيا ليست معزولة فحسب، بل أن لديها شركاء وحلفاء».

وباتت رحلات بوتين إلى الخارج محدودة منذ أن أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحقه في مارس 2023 بسبب عمليات ترحيل أطفال أوكرانيين تتهم كييف موسكو بها.

ويعتبر الكرملين أن من «المهم» إثبات أن «هناك بديلا للضغوط الغربية (...) وأن عالما متعدد الأقطاب هو واقع» بحسب كالاتشيف.

تقدم موسكو هجومها على أوكرانيا ليس باعتباره حرب غزو، رغم ضمها مناطق أوكرانية جديدة بعد ضم شبه جزيرة القرم عام 2014، وإنما كصراع ناجم عن الهيمنة الأميركية.

بالنسبة للغربيين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فإن موسكو في منطق هيمنة على جيرانها، وتسعى إلى فرض قانون الطرف الأقوى على المستوى الدولي.

بعد انطلاقه عام 2009 بأربعة أعضاء (البرازيل وروسيا والهند والصين)، ضم تحالف «بريكس» جنوب افريقيا في 2010، وبالتالي يأخذ اسمه من الأحرف الأولى لاسماء هذه الدول بالانكليزية. وانضمت إليه هذا العام، الإمارات العربية المتحدة ومصر وإثيوبيا وإيران.