شهد سوق السيارات الخليجي تحولاً كبيراً في السنوات الأخيرة، نتيجة التوجهات التقنية الحديثة والتحول نحو الاستدامة، حيث من المتوقع أن يكون عام 2025 نقطة تحول مهمة لهذا القطاع، خاصةً مع دخول السيارات الكهربائية والهجينة إلى السوق بشكل أوسع، وتتوقع التقارير المتخصصة أن ترتفع مبيعات السيارات الكهربائية والهجين بنسبة 50 في المئة بحلول عام 2025، ما يعزز مكانتها كمركز إقليمي للصناعات التقنية المتقدمة في قطاع السيارات.
وتشير الدراسات إلى أن الكويت من ضمن دول الخليج التي ستشهد نمواً قوياً في سوق السيارات الكهربائية والهجينة بحلول 2025، ما يعزز مكانتها كلاعب مهم في هذا القطاع على الصعيد الإقليمي، حيث يعكس هذا النمو تزايد اهتمام المستهلكين (مواطنين ووافدين) في الكويت بهذه الفئة من السيارات، ورغم التوقعات الإيجابية لنمو سوق هذه النوعية من السيارات في الكويت، إلا أن هناك تحديات عدة، قد تواجه هذا التحول.
1 - مستويات الأسعار:
رغم أن السيارات الكهربائية تتمتع بتكاليف تشغيلية أقل، إلا أن أسعارها الأولية مازالت مرتفعة، مقارنةً بالسيارات التقليدية، وهذا قد يحد من سرعة تبنيها بين المستهلكين، خاصة في الفئات ذات الدخل المتوسط والمنخفض، لكن مع التطور الكبير الذي يشهده القطاع فمن المتوقع أن تنخفض كلفة هذه النوعية من السيارات خلال الأعوام القليلة المقبلة، خاصة مع الطفرات التي تحققها الصين في هذا الشآن، في مجال خفض تكلفة البطارايات.
2 - البنية التحتية للشحن الكهربائي:
من أكبر التحديات هو توفير شبكة واسعة وموثوقة من محطات الشحن الكهربائي عبر الدولة، حيث يحتاج تطوير هذه البنية إلى استثمارات كبيرة وتخطيط طويل الأمد لتغطية المدن والمناطق النائية، وهو أمر يحتاج إلى دعم حكومي من الدولة لتسريع التحول إلى الطاقة الخضراء.
3 - التحديات التقنية:
السيارات الكهربائية تحتاج إلى تقنيات متقدمة في البطاريات وأنظمة القيادة الذاتية، حيث تشمل التحديات التقنية تحسين كفاءة البطاريات وزيادة مدى السيارة بشحنة واحدة، وهو أمر ضروري لتلبية احتياجات المستخدمين في بيئة مختلفة مثل الكويت.
4 - توافر الصيانة والعمالة وقطع الغيار:
من أكثر الأمور التي تحدد قرار من يرغب في شراء سيارة هو مدى توافر قطع الغيار لتلك السيارة وتوفر عمالة ماهرة تستطيع صيانة وإصلاح تلك السيارات، وهي أمور لا تتوفر حالياً في الكويت وفي غالبية دول المنطقة، نظراً لأن عدد السيارات الكهربائية والهجينة ليست كثيرة، الأمر الذي انعكس على انخفاض عدد مراكز الصيانة والعمالة القادرة على التعامل مع هذه النوعية من السيارات.
5 - الوعي المجتمعي:
هناك حاجة لزيادة الوعي وثقافة الطاقة الخضراء بين المستهلكين وتعريفهم بفوائد السيارات الكهربائية المتعددة، والتي من أهمها: تقليل التلوث وتوفير تكاليف الوقود، وقد يتطلب ذلك حملات توعية شاملة لتغيير التصورات التقليدية حول السيارات التي تعمل بالوقود.
نمو مبيعات السيارات الصينية في الكويت
تُعد الصين من أكبر الدول المصنعة للسيارات الكهربائية، وتلعب دوراً متنامياً في سوق السيارات الكويتي، حيث اكتسبت السيارات الصينية شعبية كبيرة بفضل أسعارها التنافسية وكفاءتها العالية، وهذا التوجه يعكس تغيير النظرة التقليدية تجاه جودة السيارات الصينية، حيث تقدم هذه السيارات مواصفات متطورة تضاهي السيارات الأميركية والأوروبية والآسيوية الأخرى، ولكن بأسعار أقل بكثير. مع نمو الاهتمام بالسيارات الكهربائية والهجينة في الكويت، يُتوقع أن يتسارع هذا الاتجاه بحلول عام 2025، ما يعزز مكانة السيارات الصينية كلاعب رئيسي في السوق المحلي.