الغيرة، شعور إنساني يحمل شقاً إيجابياً وسلبياً، لا يستطيع الإنسان أن يمنع نفسه من هذا الشعور، درجات الغيرة تختلف من شخص لآخر، هنالك من يشعر بغيرة من زميل عمل، وهناك غيرة زوجة من دخول زوجة جديدة تنافسها في رجلها، أيضاً غيرة أم عندما يتزوج ابنها الذي تعبت بتربيته فتأتي امرأة غريبة لتستولي على حياته بسهولة، ومن أصدق الأمثلة هي غيرة أبناء النبي يعقوب من أخيهم يوسف وما ترتب عليها من أحداث حزينة مرّ بها نبي الله يوسف وأبوه يعقوب، عليهما السلام، في القصة التي نعرفها.

كانت الصحافة تتسابق في سرد تفاصيل حياة الفنانين، والأحداث الغريبة التي كان دافعها الغيرة، في إحدى المقابلات صرح الفنان حسين فهمي، عن غيرة العندليب عبدالحليم حافظ، منه بسبب وسامته التي خطفت أبصار الفتيات والمعجبات وبهذا فقد العندليب اهتمام المعجبات به، وتحدثت الصحافة وأهل الفن عن الغيرة التي كانت بين أم كلثوم وعبدالحليم حافظ.

وبعض الأقاويل التي كانت تتهم أسماء عديدة من الفنانين عند موت فنان بسن صغيرة وادعائهم أن موته لم يكن طبيعياً وأن فناناً كان وراء موته والدافع هو الغيرة، واليوم تضج الصحافة العالمية عن غيرة فنانين عالميين من دخول أي فنان ليأخذ منهم الاهتمام والنجومية، فالكثيرون اليوم أعادوا فتح قضية موت مايكل جاكسون، وغيره من الفنانين وكان الدافع الأكبر والسبب هو الغيرة.

حاولت الاختصار فقد تحدثت مقالات كثيرة عن الغيرة الفنية، والحقيقة هي أن الغيرة قد تكون دافعاً كي يرتقي الإنسان بعمله ويبذل جهداً أكبر في عمله، وفي الوقت نفسه قد تدفع آخرين للانتقام بطرق طائشة كالحرب الكلامية والإشاعات وغيرها من التصرفات التي تدفع الإنسان أن يكون وحشاً كاسراً بعد أن كان إنساناً طيباً ويحبه الكثيرون.

يشتكي الموظفون من الغيرة في عملهم، فسهل على الموظف أن يقول فلاناً يغار مني، وصعب عليه بل من المستحيل أن يقول أنا أغار من فلان الذي يحظى باهتمام رؤساء العمل، بل يواسي نفسه أحياناً بقول إن كل إنسان مجتهد يعاني الاضطهاد الوظيفي ومحاربته حتى وإن كان ما يقوله صحيحاً.

الغيرة شعور طبيعي ودليل على الإنسانية، قد يكره البعض نفسه بسبب هذا الشعور خاصة إذا دفعه لتصرف لا يرغب به، وأرى أن قوة الإنسان تكمن عندما يسيطر على مشاعره تلك بالعمل على نفسه أكثر ومقاومة هذا الشعور ببذل جهد أكبر ليتميز في أمورعديدة في حياته، فالانغماس في شعور الغيرة ممرض وقد يغرق الإنسان بالاكتئاب والحزن والاستسلام.