تختلف الأيام في مضامينها وألوانها وأشكالها وأرناقها ونماينها، فمنها ما يبعث على الألم، وأخرى تمر بهدوء واستقرار وسكينة.

هذه الأيام هي التي يشعر الإنسان فيها بالصحة، ذاك التاج الذي يتلألأ على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى.

وإن من أكثر صنوف الصحة تأثيراً على الإنسان هي الصحة النفسية التي إذا ما استشعرها المرء يحس بالأمن والطمأنينة وينطلق في نشاط مملوء بالراحة لأداء مهامه، وهو يشعر بالسعادة، لذلك خصصت المنظمة الأممية يوم العاشر من أكتوبر من كل عام، اليوم العالمي للصحة النفسية، والغرض منه هو إجراء مناقشات أكثر انفتاحاً بشأن الأمراض النفسية وتوظيف الاستثمارات في الخدمات ووسائل الوقاية على حد سواء.

ما أجمل الصحة النفسية! وما أحسن دلائلها! وما أشمل معانيها! وما أبهى نسائمها!

تجعل الإنسان يعيش في هناء واستقرار وسكينة، ولكن أين أهلنا في فلسطين من نسائم الصحة النفسية؟!

هم يعيشون في اضطراب؛ حيث تهدم مساكنهم وهم فيها، ويحرمون من المأكل والمشرب، حتى «الأونروا»، التي تعمل على إمدادهم بالغذاء والدواء، يريدون أن يبعدوها عن هؤلاء المظلومين المنكوبين الذين يعانون من ضنك العيش.

قست القلوب فلم تمل لهداية

تباً لهاتيك القلوب القاسية

قلوب هي كالحجارة أو أشد قسوة، وإن من الحجارة لما يشقق فيخرج منه الماء.

ساعد الله أهلنا في فلسطين، وأعانهم على مواجهة عدوهم الآثم، وسدد خطاهم إلى سبل الخير والنصر المؤزر بإذن الله الكريم.

حقا:

وإذا مرضتَ من الذنوب فداوها

بالذِّكر إن الذِّكر خيرُ دواءِ

السُّقم بالأبدان ليس بضائرٍ

والسُّقم بالأديان شرُّ بلاءِ