أشاد سفير إسبانيا الجديد لدى البلاد، مانويل إرنانديث غمايو، بدولة الكويت باعتبارها «المدافع القوي عن القانون الدولي، والمساهم من الدرجة الأولى في القضايا الإنسانية في الشرق الأوسط وأجزاء واسعة من العالم»، معرباً عن «أطيب التمنيات للكويت، بفترة ناجحة كرئيس دوري لمجلس التعاون الخليجي العام المقبل».
وأكد غمايو، في كلمته خلال الاحتفال بمناسبة اليوم الوطني الإسباني، أول من أمس، بحضور نائب وزير الخارجية، السفير الشيخ جراح الجابر، ووكيل وزارة الدفاع، الشيخ الدكتور عبدالله المشعل، وعدد كبير من رؤساء البعثات الدبلوماسية، عمق العلاقات التي تجمع الكويت وإسبانيا، لافتاً إلى أنها تستند إلى القيم المشتركة والتقارب الثقافي.
علامة مميزة
وقال السفير الإسباني ان زيارة الملك فيليب إلى الكويت في ديسمبر الماضي، لتقديم تعازيه في وفاة الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد، طيب الله ثراه، كانت علامة مميزة في العلاقات الأخوية بين أسرتينا الملكية.
وأشار إلى إن المشاورات السياسية بين نواب وزراء خارجية البلدين، التي عقدت في يوليو الماضي في الكويت، كانت تطوراً حديثاً على المستوى الدبلوماسي، لافتاً إلى أن البلدين وقّعا، على مر السنين، اتفاقيات ومذكرات تفاهم في شأن التعاون الاقتصادي والبنية الأساسية والنقل والسياحة.
الشركات الإسبانية
ولفت السفير غمايو إلى رغبة الشركات الإسبانية في المساهمة في تقدم الكويت وازدهارها، في مجالات البنية الأساسية المدنية والطاقة وإدارة المياه وأنظمة السكك الحديدية عالية السرعة، والنقل والصحة والأمن الغذائي والدفاع والقدرات البحرية والاتصالات، وغيرها من المجالات المشمولة في رؤية 2035.
وبين أنه سيعمل على تحفيز التعاون بين الهيئات ذات الصلة، في مجال الاستثمارات المشتركة، متوقعاً عقد لجنة اقتصادية مشتركة في الكويت العام المقبل، ما يسهل التقدم في تلك المجالات، وقال: «نحن على يقين من أن تعاوننا مع الكويت سيزداد في السنوات القادمة».
وذكر أن نحو 450 إسبانياً يعيشون في الكويت الآن، وأنهم مجتمع متكامل، حاضر في قطاعات التعليم والأعمال والرياضة والصحة والهندسة وغيرها.
وأشار السفير غمايو إلى أن نحو 150 ألف شخص سافروا من الكويت إلى إسبانيا في 2023، مؤكداً ان من بين مواطني الخليج، يقود الكويتيون الاستثمار في قطاع العقارات الإسباني.
وأعرب عن تطلعه إلى إعادة الربط الجوي بين الكويت ومدريد في 2025، ما سيضيف إلى الطريق المباشر الموجود بالفعل بين الكويت وبرشلونة.
رابط مشترك
وعن المناسبة، قال غمايو ان إسبانيا تعتبر واحدة من أقدم الدول القومية في العالم، حيث يمتد تاريخ اتحادها لأكثر من خمسة قرون بين بلدان ذات لغات مختلفة وخصائص ثقافية متباينة، ما يجعل هويتنا الوطنية المشتركة أقوى.
وأضاف أن إسبانيا تشترك أيضاً مع العالم العربي في رابط تاريخي مشترك، فالإرث العربي يكمن في لغتنا وفي تاريخنا وفي تراثنا الثقافي، وهذه الرابطة التاريخية تشكل أساس العلاقات الطيبة التي كانت إسبانيا تتمتع بها دوماً مع الدول العربية، بعيداً عن التغيرات السياسية والظروف التاريخية الطارئة.
وأشار إلى انه في مواجهة الرؤى القاتمة لصراع الحضارات، وضد التكهنات المتشائمة بعالم فوضوي يحكمه قانون الأقوى، تدافع إسبانيا عن التعايش المشترك بين الحضارات، وعن سيادة القانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
لا رجوع عن «حل الدولتين»
قال السفير غمايو: نحن نعيش في عالم يواجه ديناميكيات خطيرة، ففي أوكرانيا، كما في غزة والسودان وأجزاء أخرى من العالم، تدافع إسبانيا عن السلام القائم على قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وأكد أنه في السعي إلى تحقيق هذا السلام، لا يمكن أن تكون هناك معايير مزدوجة، وفي الثامن والعشرين من مايو، اعترفت إسبانيا – إلى جانب بلدان أخرى ذات تفكير مماثل – بفلسطين كدولة وعضو في الأمم المتحدة، واتخذت خطوة لا رجعة فيها نحو حل الدولتين.