تحدّثتُ في الجلسة الحوارية الثانية من «ملتقى الكويت لحلول الاستدامة»... معرّفاً مفهومها وواقع الحال بالنسبة للتعليم والصحة وغيرها والآمال المرجوة.
بعد الجلسة خرجتُ وكان في انتظاري طلبة جامعة وطالب ينتظرني لحين الانتهاء، هذا الطالب يدرس الدكتوراه في جامعة UCL بلندن والتي حل ترتيبها التاسعة من أفضل الجامعات على مستوى العالم حسب مؤشر QS 2025 (ولم يتم قبوله كمعيد بعثة !)، وتساءل: الناس لم تعد تتحدث عن الاستدامة التي تهدف إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي أقرتها الأمم المتحدة... العالم بمؤسساته يتجه نحو الانتقال من الاستدامة إلى التجديد (Moving from Sustainability to Regeneration)!
كلام الطالب صحيح، وهو التوجه العالمي الجديد ونحن ما زلنا نتحدث عن الاستدامة بينما التجديد يتجاوز حد مفهوم الاستدامة لكن الملتقى كان حول الاستدامة ولم أتوسع لضيق الوقت المحدد لنا للحديث.
وللتدليل على ذلك، يقول نافي رادجو، في تقرير نشر في موقع المنتدى الاقتصادي العالمي بتاريخ 6 يونيو 2024 «تسعى الشركات المتجددة إلى تعزيز صحة وحيوية الناس والأماكن والكوكب في وقت واحد بطريقة تآزرية. وفي هذا الصدد، هناك مجموعة متزايدة من الأدلة التي تشير إلى أن الشركات المتجددة يمكنها تحقيق أداء مالي وتأثير أفضل بكثير من نظيراتها التي تركز على الاستدامة»!
إنّ التجديد هو تحول جذري في المفاهيم والممارسات الخاصة بالبيئة، الخدمات، التعليم والصحة وغيرها بينما الاستدامة تركز على ضمان حاجات الجيل القادم.
الشاهد، ان العالم يتغير من حولنا خصوصاً بعد جائحة كورونا ولهذا كنت وما زلت أطالب بإعادة صياغة رؤيتنا لنواكب التغيرات ونذهب أبعد من الاستدامة إلى التجديد.
هنا يأتي دور المسؤولين والاستشاريين ليتبنوا هذا التوجه، فنحن لا يفترض أن تملي علينا جهات كالبنك الدولي أو منظمة الصحة العالمية وإن كنا مضطرين فلا بأس وليس بالضرورة أن نطبق كل شيء كما هو مقترح منهم.
فالمعلوم أن ما قد يصلح لدى الغرب ليس بالضرورة أنه ممكن تطبيقه لدينا، ولهذا السبب لكل مجتمع خصوصيته التي يجب أن تحترم.
نريد للكفاءات أصحاب الخبرة من المطلعين على آخر المستجدات والمتغيرات من حولنا أن يتم الاستئناس برأيهم... المنطق يقول هذا وإلا سنظل نبحث في الإطار الذهني ذاته الذي في الغالب يحمل بين طياته المجاملة بعيداً عن عرض الحقائق.
الزبدة:
لنبحث في مفهوم التجديد، فمجتمعنا أغلبه من الفئة الشبابية ويشكّلون أكثر من 70 في المئة، ونادراً أن تجد من يصدقك القول مع الأسف.
التجديد يأتي كما ذكرت وأعيد تكراره عبر التفكير خارج الصندوق من خلال الاستعانة بعقول نيرة من الكفاءات التي لم تجد من يحتضن فكرها وحرمت من شرف خدمة الوطن والمواطنين... الله المستعان.
terki.alazmi@gmail.com
Twitter: @TerkiALazmi