قد تختلف الآراء حول الأسباب الرئيسية لتصاعد الصراع حالياً في المنطقة العربية خصوصاً في فلسطين ثم لبنان، لكن ليس هناك اختلاف خصوصاً في دولة الكويت حول غلاء الدم العربي ووجوب حقنه وإدانة المجرم المحتل الغاشم.

بعد احتلال دولة الكويت وغزوها من قِبل النظام العراقي لم يكن موقف بعض الحكومات العربية وبعض التنظيمات مناسباً مع مقدار ما تعرّضت له الكويت من غزو وعدوان غاشم، رغم أن الكويت كانت لهم من قبل خير مساند وداعم، الكويت عتبت فترة، لكن سرعان ما تدفقت النخوة العربية في دمائها وهي لم تغب عنها أصلاً، فطوت كشحاً عما كان من عتب وإعادة المياه لمجاريها رفقاً برابطة الدم.

الآن دولة الاحتلال إسرائيل توغل في دماء عشرات الآلاف من القتلى الأبرياء، شيوخ ونساء وأطفال قتلتهم وتقتلهم القنابل بحجة وجود مقاومين، مقاومين لماذا؟ لأنهم مقاومون للاحتلال الذي يحتل أرضهم، أرض فلسطين، فلسطين ثم لبنان من قصف وتدمير وقتل للرجال الكبار والنساء والأطفال لأن هناك من يقاوم وجود دولة محتلة في المنطقة.

هنا تقف دولة الكويت ويقف شعبها ومسؤولوها وإعلامها وحكوماتها كالعادة وفي حال تتميز بها الكويت في دعم الشعوب العربية خصوصاً الشعب الفلسطيني الذي يتعرّض للاحتلال، وتقف مع كل الشعوب العربية التي تتعرّض للعدوان الإسرائيلي.

أما إسرائيل، فكيف تريد أن تعيش هذه الدولة المحتلة ذات الأطماع التوسعية بين العرب وهي في حال قتال وحروب معهم تمتد لعقود؟!

العرب ومهما يحصل في ما بينهم، فالأرض أرضهم والبلاد بلادهم، لكن أنتم أيها الإسرائيليون الصهاينة كيف تريدون أن تعيشوا في أرض تحتلونها وتتوسعون في احتلالكم لها، ولا جيرانكم من جنسكم ولا ملتهم ملتكم؟

هل تعتقدون أنكم تستطيعون السيطرة على الأرض عبر الإبادة كما تم ذلك مع الهنود الحمر في أميركا؟ لا لن تستطيعوا فأنتم واهمون، فالعرب ليسوا هنوداً حمراً حتى تستطيعوا أن تبيدوهم وتسيطروا على أرضهم، وهم متجذرون من آلاف السنين في هذه الأرض تحاربكم فيها عرب مستعربة وعرب عاربة وأحفاد العرب البائدة، وخلفهم أضعاف من المسلمين الذين لن يسمحوا لكم أن تحتلوا قطعة أرض بالقوة وإن كانت في صحراء فما بال أن يتركوكم تحتلون القدس وأرض فلسطين؟.