في الوقت الذي كان العالَمُ يحبسُ أنفاسَه تحسُّباً لاقترابِ الاصطدام الإقليمي الكبير بعد الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل وترقُّبِ ردٍّ من تل أبيب على «الخطأ الكبير الذي ستدفع ثمنه»، ارتطم الغزو البري الإسرائيلي لمنطقة الحافة الحدودية في جنوب لبنان بحائط صدّ من «حزب الله» كبّد القوات المهاجمة عشرات القتلى والجرحى في مشهدية وصفتها صحيفة «يديعوت أحرونوت» بـ«كارثة بالمناورة البرية».

وإذ بدا الردُّ الإسرائيلي على هجوم إيران مسألة وقت في انتظار تحديد «الهدف»، أعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن مجلس الوزراء الأمني «قرر تنفيذ رد قاس على الهجوم الإيراني»، ونقلت عن مصادر سياسية أن «الرد سيكون قاسياً لكنه لن يؤدي إلى حرب إقليمية».

وفي حين مضتْ إسرائيل بغارات تدميرية في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية التي تحوّل ليلها جحيماً أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي مقتل 8 ضباط وجنود وإصابة 7 آخرين بجروح خطيرة خلال المعارك مع حزب الله، حيث توزّعت الإصاباتُ بين لواء جولاني ووحدة إيغوز، كاشفاً أن «بين القتلى 3 ضباط برتبة رائد واثنان آخران برتبة نقيب.

وفي هذا الوقت، برز على المستوى السياسي لقاء بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي والزعيم الدرزي وليد جنبلاط (في دارة بري) خلص الى «إدانة العدوان الإسرائيلي الذي يطول لبنان» وتأكيد «أهمية وحدة اللبنانيين بمواجهة هذا العدوان وتضامنهم الوطني».

ودعا ميقاتي المجتمع الدولي إلى «التحرك لوقف العدوان الإسرائيلي المستمر، والشركاء في الوطن إلى سلوك درب الوفاق والتلاقي وانتخاب رئيس وفاقي للجمهورية يُطَمئن الجميع ويبدّد هواجسهم المختلفة».

وقال: «لوقف فوري لإطلاق النار والشروع فوراً بتنفيذ القرار 1701 ونشر الجيش اللبناني في جنوب الليطاني والتنسيق مع اليونيفيل»، مشدداً على أنه «مهما حصل سنعود إلى الـ1701 وسترون ذلك لهذا السبب نقول (لنوفّر الدماء والمزيد من الدمار)».