ارتفع مستوى التهديدات بين طهران وتل أبيب، إثر هجوم «الوعد الصادق 2» الصاروخي الإيراني واسع النطاق ليل الثلاثاء، والذي ألحق أضراراً بقواعد عسكرية كبيرة في الدولة العبرية التي قررت استهداف مواقع إستراتيجية إيرانية، في حين عبر الرئيس جو بايدن عن معارضته شن ضربات على المنشآت النووية لطهران.

وفي السياق، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان من الدوحة، أمس، إن بلاده «لا تتطلع» إلى الحرب، لكنه تعهد في الوقت نفسه برد «أقسى» في حال ردت إسرائيل على الهجوم الصاروخي، بينما أكد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أن «العدوان على لبنان مازال مستمراً ويضع المنطقة برمتها على حافة الهاوية».

وأضاف أمير قطر في مؤتمر صحافي مشترك مع بزشكيان أن الدوحة حذرت من التصعيد في لبنان منذ بدء الحرب في قطاع غزة.

وأوضح «تناولنا الظروف الصعبة والدقيقة التي تمر بها منطقتنا والمتمثلة بالعدوان على غزة والأقصى».

وتابع «نؤكد مواصلة مساعينا وجهودنا لوقف الحرب في غزة، وندعو المجتمع الدولي لإلزام إسرائيل بإيقاف عدوانها على غزة»، مشدداً على أن «حل الدولتين هو مفتاح الحل للسلام في المنطقة».

وقال الشيخ تميم إن «زيارة الرئيس الإيراني لقطر تأتي في إطار تعزيز العلاقات بين البلدين».

من جانبه، قال بزشكيان إنه «إذا أرادت (إسرائيل) الردّ فسنرد بشكل أقسى، هذا ما تلتزم به الجمهورية الإسلامية (...) هي تجبرنا على الرد».

وفي السياق، هدّد رئيس أركان الجيش الإيراني الجنرال محمد باقري، بأنّ القصف الصاروخي «سيتكرّر بقوة أكبر، وكلّ البنى التحتية للكيان (الإسرائيلي) سيتمّ استهدافها» إذا ما هاجمت الدولة العبرية بلاده ردّاً على إطلاق عشرات الصواريخ البالستية.

وأكّد «الحرس الثوري» أنّه استخدم في الهجوم صواريخ بالستية فرط صوتية من طراز «فتّاح»، مؤكّداً أنّ 90 في المئة من الصواريخ أصابت أهدافها بنجاح.

من جانبها، أعلنت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، أنه تم تأمين المنشآت النووية ضد أي هجمات محتملة.

كما ألغت هيئة الطيران المدني، كل رحلات الطيران الداخلية في مختلف أنحاء البلاد حتى فجر اليوم «لحماية سلامة الرحلات ونظراً لظروف المنطقة».

الرد الإسرائيلي

في المقابل، قررت الحكومة الإسرائيلية الرد بتنفيذ عملية حربية في عمق أراضي إيران، تنال من موقع إستراتيجي على أن يتخذ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، «القرار النهائي والموعد»، مشددة على ضرورة التنسيق مع الحلفاء بقيادة الولايات المتحدة.

وقال نتنياهو «ارتكبت إيران خطأ فادحاً وستدفع الثمن»، مؤكداً «سنحقق ما حددناه... من يهاجمنا نهاجمه».

عسكرياً، اعترف الجيش الإسرائيلي، للمرة الأولى، أمس، بأن بعض قواعده الجوية تضررت جراء الهجوم الصاروخي، مؤكداً أنه يدرس «رداً كبيراً» في غضون أيام، قد يستهدف منشآت نفطية داخل إيران، ومواقع إستراتيجية أخرى.

وأوضح في بيان، بأن الضربات ألحقت أضراراً بالمباني المكتبية ومناطق الصيانة الأخرى في القواعد، لافتاً إلى أن الهجوم لم يلحق أي أضرار بطائرات سلاح الجو، معتبراً أن جميع الضربات كانت «غير فعالة»، ما يعني أنه لم يحدث أي ضرر للعمليات الجوية المستمرة.

وأوضح أنه تم اعتراض عدد كبير من هذه الصواريخ، بدعم من القوات الأميركية والبريطانية والفرنسية.

وأدى الهجوم الذي تسبب بإطلاق صافرات الإنذار في كل أرجاء البلاد، إلى إصابة شخصين بجروح طفيفة في إسرائيل فيما قتل فلسطيني بشظايا صاروخ في أريحا بالضفة الغربية المحتلة.

في السياق، أشار مسؤولون إسرائيليون إلى أن تل أبيب قد تهاجم مواقع استراتيجية، ربما يكون أحدها منشآت النفط الإيرانية أو حتى النووية، وفق موقع «أكسيوس».

ولفتوا إلى أن الرد قد يشمل غارات جوية فضلاً عن عمليات سرية مماثلة لتلك التي قتلت زعيم حركة «حماس» إسماعيل هنية في طهران في يوليو الماضي.

لكنهم أكدوا أن هذه المرة سيكون الرد «أكبر بكثير».

وأفاد مسؤول أميركي بأن الولايات المتحدة أوضحت أنها تدعم الرد الإسرائيلي، لكنها تعتقد أنه يجب أن يكون مدروساً، بحسب «أكسيوس».

وأضاف أن أي هجوم إيراني للرد على رد إسرائيلي سيتطلب تعاوناً دفاعياً مع القيادة الوسطى الأميركية.

بايدن يعارض

وفي واشنطن، قال بايدن للصحافيين رداً على سؤال عن دعمه المحتمل لتحرك إسرائيلي، ضد المنشآت النووية الإيرانية، «الجواب هو لا».

وأضاف «نحن السبعة متفقون على أن للإسرائيليين الحق في الرد، لكن يجب أن يردوا في شكل متناسب»، في إشارة إلى قادة مجموعة السبع.

وأعلن أنه سيتم فرض المزيد من العقوبات على إيران، مشيراً إلى أنه سيتحدث قريباً مع نتنياهو.

الأردن يُحذّر

وفي عمان، أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، أمس، أن بلاده «ستتصدى بكل إمكاناتها لأي تهديد لأمنها واستقرارها» وقد أبلغت إيران وإسرائيل بذلك بعد عبور العديد من الصواريخ الإيرانية المجال الجوي للمملكة، الثلاثاء.

ونقل بيان لوزارة الخارجية عن الصفدي قوله خلال اتصال هاتفي مع نظيره البريطاني ديفيد لامي إن «الأردن لن يكون ساحة حرب لأحد، وسيتصدى بكل إمكاناته لأي تهديد لأمنه واستقراره وسلامة مواطنيه»، مشيراً إلى أن «هذا موقف أبلغه الأردن بوضوح لإيران وإسرائيل».

وأفادت مديرية الأمن العام الأردنية، الثلاثاء، بأن طائرات سلاح الجو الملكي وأنظمة الدفاع الجوي اعترضت العديد من الصواريخ والطائرات المسيرة التي دخلت المجال الجوي الأردني.