بدت المنطقةُ على أبوابِ حربٍ إقليمية أطلّت برأسها من طلائع الاجتياحِ البري «المحدود» لجنوب لبنان كما وصفتْه تل أبيب، والهجوم الصاروخي من إيران على إسرائيل الذي أتبعته طهران بتهديد تل أبيب من أنها إذا ردت فستواجه المزيد من الهجمات الساحقة والمدمرة، وسط توعد الجيش الإسرائيلي من أن الهجوم ستكون له عواقب وسيرد في الوقت والمكان المناسب.

وأعلن الحرس الثوري الإيراني أنه نفذ الهجوم بعشرات الصواريخ رداً على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية (اغتيل في طهران في 31 يوليو الماضي)، وأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله ونائب قائد عمليات الحرس الثوري عباس نيلفوروشان (في هجمات إسرائيل على الضاحية الجنوبية لبيروت يوم الجمعة الماضي).

واعتبرت إيران - بحسب بيان الحرس الثوري - أن الهجوم جاء بعد فترة من ضبط النفس تجاه انتهاك سيادتها عند اغتيال هنية، ويتوافق مع الحقوق القانونية لطهران والقوانين الدولية في الدفاع المشروع عن النفس .

وتابع الرئيس الأميركي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس الهجوم من غرفة العمليات في البيت الأبيض، حيث أمر بايدن الجيش الأميركي بمساعدة إسرائيل في مواجهة الهجمات الإيرانية وإسقاط الصواريخ التي تستهدفها.

ومنذ إعلان إسرائيل فجر أمس «البلاغ رقم واحد» ببدء الغزو البري للمنطقة اللبنانية القريبة من الحدود وتحت عنوان تدمير البنية التحتية لـ «حزب الله» ومقدراته، انشدّت عيون بيروت إلى الميدانِ الذي شهد تمهيداً بالنار لتوغُّل مُمَرْحَلٍ رَفَعَ عدادَ الضحايا وزاد من موجات النزوح المأسوي، بالتوازي مع مضيّ طيرانه الحربي بالاغتيالات في عمق بيروت وآخِرها عصراً في محلتي الجناح وطريق مطار رفيق الحريري الدولي، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي «استهداف محمد جعفر قصير قائد الوحدة 4400 في «حزب الله» المسؤولة عن نقل وسائل قتالية من إيران ووكلائها إلى الحزب».