منذ أن كنتُ صغيراً أتعلّم (أبجد هوز حط الكلمون) ومنذ أن وعيت على هذه الدنيا وأنا أسمع هذه الجملة الجميلة عن لبنان عروس الدنيا (بحبك يا لبنان) كلمات تخرج من القلب وتدخل القلب بدلالاتها ومعانيها الجميلة كلها.

وكذلك أحب الشعب اللبناني بكل أطيافه دون استثناء فأنا من تابع عمالقة القلم اللبناني وفحول شعرائه وتتلمذت على يد مفكريه الكبار ودون ذكر أسماء أو تحديد عناوين، فلبنان لم يؤسس على الحقد والكراهية ولا يعرف شعبه لون الدم حتى وإن جرى فيه ما جرى وخرج منه من خرج، فالسواد الأعظم في هذا الجبل الجميل والساحل الأروع والسهول الخصبة لطفاء كرماء عشاق الحياة.

فلا يليق أن تسمع في لبنان غير صوت فيروز والشحرورة تأوبت معهما البلابل ورفرفت لغنائهما الفراشات، لبنان الفن والعلوم والثقافة، لبنان الاستقبال والكرم والشهامة، لبنان العزة لا يجوز لنا أن نزحمه تحت أي عذر وسبب بدهاليز العنف والانفجار. وعلينا أن نبعد عنه لون الدم فهو جميل بالورد الأحمر فقط والأقحوان الأحمر. لبنان فجره دعاء وليله تسبيح ونهاره صلاة وركوع وسجود فكيف يصبح هذه الجميل الرشيق شقياً يدوي عليه صوت المدافع وأزيز الرصاص؟

أنا ما عرفته هكذا منذ الطفولة والهدايا تأتينا من لبنان وفي كل رمضان نفطر على ماء الورد والزهر المنعش، فكيف اليوم تدمي قلوبنا تلك الأشواك التي زرعت في لبنان؟، وأصبح الغراب ينعق في بلد المحبة والسلام.

أنا أحب لبنان وأعشق الشعب اللبناني وإلى أن أموت أشجب وأستنكر ما يحدث في لبنان، ولن أقول ولن أكرّر غير ما ربيت عليه عن لبنان فأنا يا وطني الشقيق أعلن للعالم واعلي صوتي به صارخاً (بحبك يا لبنان يا وطني بحبك

بجبالك بسهولك بحبك يا لبنان يا عروس

عواصم العالم بحبك).