في ضربة قاسية لـ «حزب الله» وحلفائه تدفع لبنان والشرق الأوسط نحو المجهول، بدلت إسرائيل «قواعد اللعبة»، من خلال اغتيال الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، بغارة مُدمّرة، استهدفت «المقر المركزي» في الضاحية الجنوبية لبيروت، بـ 80 قنبلة تزن الواحدة منها طناً من المتفجرات، في عملية أطلقت عليها اسم «ترتيب جديد»، كما أعلنت مساء أمس، تنفيذ «ضربة دقيقة» في الضاحية الجنوبية، استهدفت عضو المجلس المركزي في الحزب نبيل قاووق، وفرضت «حصاراً عسكرياً» على لبنان، بحسب ما نقل موقع «واللا» عن مصادر عسكرية.

ومع ترقُّب انتقال القيادة إلى هاشم صفي الدين، الأوفر حظاً لعلاقة القربى بنصرالله، بدا لبنان والمنطقة على «برميل بارود»، يرصدان ويترقّبان ردّ «حزب الله» ومن خلفه إيران على الاغتيال الصاعِق، والذي قد يلوح مع أولِ إطلالةٍ لخليفة نصرالله.

وبينما أكد المرشد الأعلى في إيران السيد علي خامنئي أن «دماء نصرالله لن تذهب من دون الثأر لها»، وجه الرئيس جو بايدن وزير الدفاع لويد أوستن، بتعزيز وضع القوات الأميركية في الشرق الأوسط لـ «ردع أي عدوان وتقليل مخاطر التحول إلى حرب شاملة في المنطقة»، مؤكداً أن اغتيال نصرالله هو «إجراء عادل يحقق العدالة لضحاياه الكثيرين، من بينهم الآلاف من المدنيين الأميركيين والإسرائيليين واللبنانيين».

وفي بيان نعى فيه قائده، أعلن الحزب «التحق سماحة السيد حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله برفاقه الشهداء العظام الخالدين الذين قاد مسيرتهم نحواً من 30 عاماً».

وأكد أن قيادة الحزب تتعهد مواصلة «جهادها في مواجهة العدو وإسناداً لغزة وفلسطين ودفاعاً عن لبنان وشعبه الصامد والشريف».

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن قبل الظهر أن نصرالله سقط في الغارات الجوية التي استهدفت «المقرّ الرئيسي» للحزب في حارة حريك، معتبراً أن العملية جعلت «العالم أكثر أماناً».

وتوعّد رئيس الأركان هيرتسي هاليفي، بـ«الوصول» إلى كل من يهدّد إسرائيل، قائلاً «لم نستنفد كل الوسائل التي في متناولنا».

وأكد الناطق باسم الجيش ناداف شوشاني، أن إسرائيل في حال تأهب قصوى لصراع أوسع نطاقاً.

وأعلن وزير الدفاع يوآف غالانت، أنه لن يسمح للطائرات القادمة من إيران وسورية بالهبوط في بيروت «كما حدث هذا الصباح، وقد يتم أيضاً إيقاف السفن الإيرانية قبالة السواحل اللبنانية».

وفي واشنطن، قال بايدن في بيان، إن «الولايات المتحدة تدعم بشكل كامل حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد حزب الله وحماس والحوثيين وأي جماعات إرهابية أخرى مدعومة من إيران»، موضحا أنه وجه وزير الدفاع لويد أوستن، «بمواصلة تعزيز الوضع الدفاعي للقوات العسكرية الأميركية» في المنطقة.

توسع الصراع

وذكر مسؤول أميركي رفيع المستوى ان الولايات المتحدة تعتقد أن إيران ستتدخل في الصراع إذا رأت أنها على وشك «خسارة حزب الله».

وأبلغ مسؤولون إسرائيليون، صحيفة «نيويورك تايمز»، أن غارة الجمعة كانت تهدف إلى كسر شوكة «حزب الله» من خلال قتل كبار قادته، وإذا نجحت فإنها ستسمح لإسرائيل بتجنب غزو بري.

غارات وصواريخ

وأمس، واصل الجيش الإسرائيلي شن غارات مكثفة على ضاحية بيروت الجنوبية، إضافة إلى مناطق في جنوب لبنان وشرقه، وطاولت إحداها مستودع أسلحة يبعد 500 متر عن مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، المتاخم للضاحية الجنوبية، حيث أعلن اغتيال حسن خليل ياسين، المسؤول في استخبارات «حزب الله» بغارة جوية.

وأكد أنه ألقى نحو 3500 قنبلة وصاروخ الأسبوع الماضي على لبنان، مشيراً إلى أن «هدفنا إضعاف حزب الله ونستعد لمواجهة إيران وأذرعها بما فيها المليشيات في سورية».

كما أعلن الجيش اعتراض صاروخ أطلق من اليمن.

ورغم الغارات التدميرية، رد «حزب الله»، بقصف «مستعمرة كابري بصلية من صواريخ فادي 1».

ومنذ الاثنين، خلّفت الضربات الإسرائيلية واسعة النطاق أكثر من 700 شهيد، بينهم عدد كبير من المدنيين.

«فرصة غير عادية»

نقلت القناة الـ13 الإسرائيلية عن قائد السرب 69 الذي قاد عملية اغتيال الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، الجمعة، «تأهبنا لأيام وأدركنا أننا أمام فرصة غير عادية».

وأضاف أن «الطيارين لم يعرفوا هوية المستهدف إلا قبل ساعات من العملية».

عملية الاغتيال استغرقت سنوات من التخطيط

| القدس - «الراي» |

كشف تقرير إسرائيلي، أن المجلس الأمني - السياسي المصغر اطلع على خطة اغتيال الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، يوم الأربعاء، وذلك قبل ساعات قليلة من مغادرة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، إلى الولايات المتحدة لإلقاء خطاب في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وبحسب القناة 12، ففي الساعة العاشرة من صباح الجمعة، أجرى نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت مشاورات مع رئيس هيئة الأركان هيرتسي هاليفي، تبيّن خلالها أن بالإمكان تنفيذ عملية الاغتيال في اليوم ذاته، وأن «الصورة العملاتية تسمح بذلك».

وأقر نتنياهو تنفيذ عملية الاغتيال في ساعات الظهر، خلال تواجده في فندق في نيويورك، قبل خطابه أمام الجمعية العامة، فيما تواجد غالانت وهاليفي في مقر الجيش للإشراف على العملية. وذكرت القناة 12، إن قائدة المنطقة اللبنانية في الاستخبارات العسكرية هي من أمرت بشن الغارة.

وتابعت أنه تم التخطيط وفق معلومات بنيت على مدى سنوات من قبل «الشاباك» و«الموساد».