‏الله سبحانه وتعالى فطرنا على طبيعة واحدة، وجعل معايير التفاضل بيننا واحدة، وإن اختلفنا في أشياء كثيرة، فإن ما يجمع بيننا أكثر مما يفرّق. الاختلاف هو التباين في الرأي، والمغايرة في الطرح، أما الخلاف فهو المعارضة، وغالباً يكون ذات طابع شخصي.

فلا نجعل الاختلاف في القضايا أن يفسد الود الذي بيننا، نحن بنو آدم نختلف في الأفكار والأهواء والمصالح والعادات، وهو معقد الابتلاء في حياتنا الاجتماعية، لذا من المهم أن نوفر الأفكار والمفاهيم والأحكام والآليات، كما أن علينا توليد طرق ومعايير جديدة للتعامل، وتشذيب لبعض أفكارنا وعاداتنا التي تساعدنا على التفاهم والتعاون والتلاؤم مع من يختلف معنا، وهذا يقودنا إلى القبول والعيش المشترك مع بعضنا البعض.

في الحقيقة، من يعمل على تصفير الخلافات، فهو يجري خلف سراب لا نهاية له، لأن عمله مناقض لسنة الله تعالى، وهو في الوقت نفسه شيء غير حميد سيوقعنا في مشكلة التطابق وما لها من ذيول سلبية في حياتنا الشخصية والعامة.

تأسيساً على كل ما قلناه، فنحن لا ندعو ولا نريد التطابق في العقول والأفكار والآراء، أي أننا لا نريد تصفير الخلافات بيننا بسبب اعتقادنا بعدم أهمية وجودها، وأيضاً لا نريد لما يجري بيننا من خلاف أن يمزق علاقاتنا الاجتماعية. دعونا نجتهد في إدارة اختلافنا، ونعني بالإدارة هنا يكون لدينا فن للتفاوض وترتيب الأولويات وتنظيم عمليات التدافع والتنافس. وتكون الإدارة هي الأداة الأفضل للتعامل مع معادلة الاستفادة من مكاسب الاختلاف والتنوع، لحماية علاقاتنا من الاضطراب والتصدع والتفتت.

M.alwohaib@gmail.com

‏mona_alwohaib@