في عالم الفن الحديث، تبرز ظاهرة مثيرة للجدل تتعلق بما يُعرف بـ«الترند» أو ركوب الموجات الآنية لتحقيق نجاح سريع وموقت، وللأسف يشير هذا المصطلح إلى الفنانين الذين يوجهون جهودهم الإبداعية لتحقيق أكبر قدر من الشهرة عبر استغلال موضوعات شائعة وموقتة، حتى وإن كانت على حساب الجودة الفنية أو القيم العميقة.
هذا الاتجاه، وإن حقق لأصحابه شهرة وأرقام مشاهدات عالية، يثير تساؤلات عدة حول معنى الفن ذاته، ودوره في المجتمع، ومستقبل الفنانين الذين يختارون هذا الطريق.
تطورت فكرة الترند أخيراً لدى بعض الفنانين والمنتجين ولم يعد الفن في نظرهم مرتبطاً برسالة أو مضمون، بل أصبح مرهوناً بمدى قدرته على الانتشار، وهذا يشمل إنتاج الأغاني التي تستجيب لتوجهات الشباب، أو الأعمال الدرامية التي تستثمر في قضايا معينة تثير الجدل لفترة محدودة، أو حتى محللي البرامج الرياضية وغيرهم من باعة الكلام في البرامج السياسية من دون أن يكون لديهم عمق أو استدامة.
لا أشك أن النجاح الموقت الذي تحققه هذه الأعمال، يمكن أن يكون مغرياً للفنانين، خصوصاً في ظل المنافسة الشرسة للحصول على اهتمام الجمهور. لكن ما لا يدركه الكثيرون، هو أن هذا النجاح يمكن أن يتحول إلى لعنة، فالجمهور اليوم ذكي ويمتلك قدرة عالية على التمييز بين الفن الذي يحمل قيمة حقيقية، وذلك الذي يهدف فقط إلى اللحاق بالترند، وعندما تتلاشى الموجة قد يجد الفنان نفسه في مواجهة واقع مرير، إما أن جمهوره قد فقد الثقة به، أو لم يعد يمتلك القدرة على إبهارهم أو تقديم شيء جديد يستحق المتابعة.
شفافية
تابعت حديث الفنانة القديرة حياة الفهد خلال الجلسة التي أقامها نادي رقي للثقافة والإعلام، أحد أنشطة الملتقى الإعلامي العربي تحت إدارة الأستاذ ماضي الخميس، وظهرت «أم سوزان» كعادتها واضحة في ما تصرح به عن حال الوسط الفني والدراما والمسرح. والجميل، أنها لا تغلّف الحقائق بكلمات معينة لأنها لا تخشى زعل فلان أو علان على حساب المصلحة العامة للفن الكويتي، وهذا ما اعتدنا عليه من آراء لرواد الفن الذين أسّسوا كلّ ما هو جميل وسعيهم الدائم للحفاظ عليه.
نهاية المطاف: النجاح الحقيقي يقاس بقدرة العمل الفني على الصمود أمام اختبار الزمن وترك أثر يُذكر في ما بعد.