تتلقى جمعية «محاربو الفولاذ» (Steel Warriors) كل شهر طناً من السكاكين والآلات الحادة التي صادرتها الشرطة في شوارع لندن، فتبادر إلى صَهرها لتصبح منشآت رياضية لتمارين العضلات، سعياً منها إلى مكافحة ظاهرة الاعتداءات بهذا النوع من الأسلحة.

ولهذه المنشآت التي تُقام في الهواء الطلق «رمزية قوية»، في نظر بن وينتور الذي شارك في تأسيس «محاربو الفولاذ» عام 2017. إذ تُظهر أن «السلبي يُمكن أن يتحوّل إيجابياً».

ويسعى وينتور إلى مساعدة الشباب على تجنّب التورط كغيرهم في جرائم بالآلات الحادة.

وسجلت الشرطة أكثر من 15 ألف جريمة استُخدمت فيها أسلحة من هذا النوع بين مارس 2023 ومارس 2024، بعدما كان عددها 12786 في العام السابق.

وزادت جرائم الآلات الحادة بنسبة 80 في المئة منذ عام 2015، وقُتل من جرّائها نحو 250 شخصاً بين يوليو 2022 ويونيو 2023 في إنكلترا وويلز، وفقاً للهيئة الوطنية للإحصاءات.

ويدخل الحظر على السواطير وسكاكين «الزومبي» ذات الحدين والمنحنية الشفرات حيّز التنفيذ بعد غد الثلاثاء في المملكة المتحدة، وطُلب من أصحابها تسليمها قبل هذا الموعد إلى الشرطة أو إلى الجمعيات من دون أن ترتّب عليهم أي «تبعات» إذا فعلوا.

وأقامت «Steel Warriors» مرافق رياضية في أربع حدائق في لندن، بتذويب سكاكين وآلات حادة صادرتها الشرطة أو سلّمها إياها أصحابها طوعاً.

وقال بن وينتور لوكالة فرانس برس في حديقة قرب بريكستون في جنوب العاصمة البريطانية بينما كان نحو 12 شخصاً يمارسون الرياضة بالتجهيزات التي صنعتها جمعيته: «أردنا أن نفهم الأسباب التي تدفع الشباب إلى حمل السكاكين، وإيجاد طريقة لاتخاذ خطوة استباقية» في هذا الصدد.

وأضاف «علمنا أن الشرطة تضبط طناً من السكاكين في شوارع لندن كل شهر، وأردنا أن نرى ما إذا كان بإمكاننا استخدام الفولاذ لمساعدة الشباب».

وباتت الجمعية تخزّن في مستودعاتها نحو عشرة أطنان من نصال السكاكين والآلات الحادة تعتزم صَهرها، وتوقفت راهناً عن تسلّم كميات جديدة منها. ويُمكن الحصول على السواطير والسكاكين من الإنترنت ببضع نقرات فحسب.

ونجحت حملات التوعية في التنبيه، «لكنها لم تتمكّن بالقدر نفسه من تغيير سلوك الشباب وتوفير حلول حقيقية لهم»، على ما لاحظ بن وينتور بأسف.

ورأى وينتور أن أسباباً عدة تدفع الشباب إلى حمل السكاكين، ومنها الشعور بالخطر في الشوارع، والرغبة في حماية النفس، وكذلك في التباهي. ورأى أن عدم توافر مرافق رياضية في متناوَل هؤلاء تُفاقِم هذه العوامل.