امتدت خيوط التحقيقات في جريمة أجهزة «البيجر» المفخخة، التي أصابت نحو 4 آلاف لبناني الى النروج، حيث يتوارى عن الأنظار شخص يدعى رينسون خوسيه (39 عاماً)، يبدو أن له دوراً مركزياً في تفخيخ الأجهزة.
وقامت الشرطة النروجية بمداهمة منزله في منطقة مورتينسرود، وهي ضاحية راقية على مشارف أوسلو، لكنها لم تعثر عليه، ويعتقد أنه غادر قبل أسابيع.
وأرخت شركة «دي إن» DN Media الإعلامية النروجية، وهي مجموعة داعمة لسياسة إسرائيل كان خوسيه يعمل لديها، حالة من الضبابية على تحركات خوسيه، اذ نُقل عنها أنها اتصلت بجهاز الاستخبارات المحلي النروجي مساء الأربعاء بعدما فقدت الاتصال معه، وبعد أن علمت بارتباطاته بالهجمات التي حصلت في لبنان، لكن مدير الشركة قال لوكالة «رويترز» لاحقاً إن خوسيه مسافر إلى الولايات المتحدة.
إلا أن معلومات أخرى من أوسلو تفيد بأن خوسيه غادر أوسلو باتجاه ليتوانيا بعد 12 ساعة فقط من انفجار الأجهزة في لبنان، ولم تعرف وجهته التالية التي يتوقع أن تكون تل أبيب.
يهود هنود
ويبدو أن خوسيه لم يكن الوحيد ممن وجهت إليهم أصابع الاتهام، فمعه 6 أشخاص آخرين جميعهم يهود من أصول هندية يحملون الجنسية النروجية، ويجري الحديث في أوسلو أن كل أفراد المجموعة قد اختفوا ولم يبق لهم أي أثر في النروج.
واستناداً إلى مجموعة من التحقيقات الصحافية التي أجريت في أوسلو، فإن خوسيه، وهو خبير تقني ويتردد إلى إسرائيل باستمرار، هو مالك الشركة البلغارية الوهمية «نورتا جلوبال المحدودة» التي أسسها في أبريل عام 2022، ولها عنوان سكني في صوفيا، وقد قامت الشركة بدفع مبلغ 1.6 مليون يورو لكريستيانا بارسوني أرتشيدياكونو (يهودية إيطالية مقيمة في المجر) الرئيسة التنفيذية لشركة «بي إيه سي» المجرية المسؤولة عن صناعة الأجهزة، بحسب تأكيد الشركة الأم التايوانية Gold Apollo.
وعلم أن الشرطة المجرية حققت مع بارسوني أرتشيدياكونو ، واعترفت بضلوعها بالصفقة ولكن بصفة «وسيط»، ويعتقد أن دور هذه الشركة يتراوح بين توريد هذه الأسلحة كوسيط بين مجموعة شركات وهمية، أو أنها انتجت بالفعل هذه الأجهزة وسلمتها لطرف ثالث، دون معرفة وجهتها النهائية أو معرفتها بعملية التفخيخ.
وفي السياق، قالت والدة كريستيانا إن ابنتها تخضع لحماية الاستخبارات المجرية بسبب تلقيها تهديدات.
ونقل الإعلام المجري عن مصادر أمنية أن شركة «نورتا غلوبال» المحدودة سهلت بيع أجهزة النداء، وأن مبلغ 1.6 مليون يورو المرتبط بالصفقة مرّ عبر بلغاريا وأُرسل إلى المجر.
حتى الآن، لم تثبت التحقيقات التي بدأت في النروج وعدد من الدول الأوروبية ما اذا كانت عملية التفخيخ، التي يعتقد أن خوسيه ومجموعته الهندية النرويجية قد شاركت فيها، قد حصلت في بلغاريا أو في النرويج، أو ربما في دولة أوروبية أخرى.
وتشير المعلومات إلى أن الاستخبارات البريطانية بدأت بدورها بالتحقيقات لأن خوسيه عاش في لندن بين عامي 2013 و2015، وعمل في شركة التسويق Levetron Ltd، ومقرها لندن كمدير لتطوير الأعمال، وأن كريستيانا بارسوني أرتشيدياكونو ، تلقت علومها في بريطانيا، ويتوقع أن تتوسع التحقيقات في عدد من الدول الأوروبية استناداً إلى الحديث عن وجود عدد كبير من الشركات الوهمية التي شاركت بشكل أو بآخر في صفقة الأجهزة.
ورغم تأكيدات لوسائل إعلام نروجية وأوروبية على ضلوع شركة «نورتا غلوبال» البلغارية في هذه العملية، إلا أن صوفيا تحاول نفي الأمر، إذ أعلنت وكالة الدولة البلغارية للأمن القومي في 19 سبتمبر أنه «على عكس التقارير بشأن(نورتا غلوبال)، لم تظهر سجلات الجمارك أي أثر لأجهزة النداء التي غادرت الأراضي البلغارية»، وأصدرت في اليوم التالي، بياناً آخر نفت فيه دور الشركة في الانفجارات.
الواضح، أن هذه القضية بدأت تأخذ أبعاداً جديدة، فهي تحظى باهتمام واسع من قبل الإعلام النروجي، والحكومة مصرة على إجراء تحقيقات معمقة وموسعة. ويتردد في أوسلو أن هذه التحقيقات قد تكشف عن عدد كبير من الشركات الوهمية التي أسستها الأجهزة الإسرائيلية كواجهة لعملياتها.
وذكرت قناة «الميادين»، أن دعوى رفعت أمام القضاء النروجي فور اكتشاف الارتباط المرجح لرينسون خوسيه ومجموعته في صفقة أجهزة النداء، وطُلب من الشرطة اتخاذ الإجراءات اللازمة لاستدعائهم والتحقيق معهم، وهذه الدعوى شملت الأسماء التالية بصفتهم مشاركين في العملية:
- جوجي ابراهام توماس مواليد 1982
- جايروس جوزيف ميتي مواليد 1987
- إيفان بياروهانغا مواليد 1977.
- بونيفاس مويلا شيمبابوي مواليد 1984.
- نالد تيبيتا مواليد 1986.
- رسول موديندا مواليد 1973.