قال الهاكر «الأبيض» المحترف عبدالعزيز المطيري إن الكويت يمكن أن تنتصر على قراصنة المعلومات عندما تعترف بأن الحل يكمن في بناء شراكة قوية بين القطاعين العام والخاص.
وأوضح خبير الأمن السيبراني في مقابلة مع «الراي»، أن الشركات الكويتية المتخصصة في الأمن السيبراني يمكن أن تلعب دوراً كبيراً في توفير حلول مخصصة للتحديات المحلية. إلى جانب ذلك، يجب أن يتم الاستثمار في الكوادر الوطنية وتعزيز مبادرات تعليم الأمن السيبراني للشباب، مبيناً أن هذا المسار يضمن تكامل الجهود الحكومية مع مرونة وكفاءة القطاع الخاص.
وأشار المطيري الذي فاز بالمركز الأول في مسابقة هاكاثون الكويت في أكتوبر 2023، ضمن الفريق الخماسي «الجريمبة» (التي تعني واحدة من طرق نسف الغترة)، إلى أن الكويت تواجه خطراً إلكترونياً بسبب التزايد المستمر للهجمات العالمية وتطور أساليب القرصنة. مفيداً بأن دفاعات الكويت في هذا الخصوص متقدمة، لكنها لا تكفي بمفردها.
تعزيز التعاون
وأكد المطيري ضرورة أن تعزز الكويت التعاون مع القطاع الخاص المحلي، حيث تمتلك الشركات الكويتية 100 في المئة القدرة على تقديم حلول فورية ومرنة تتماشى مع احتياجات الدولة. وقال «علاوة على ذلك، لا يمكن التغاضي عن أهمية الاستثمار في تدريب الشباب عبر مبادرات تعليمية في مجال الأمن السيبراني لتعزيز الكفاءات المحلية».
وحول تسارع التطور الرقمي وتزايد قصص القرصنة كل يوم، وما إذا كانت الكويت قادرة على مجاراة هذا التحرك أم هناك فجوة في قوتها الفعلية بهذا الاتجاه؟ كشف المطيري أن الكويت تستطيع مجاراة التطور الرقمي والهجمات المتزايدة إذا اعترفت بوجود فجوة في القوة الفعلية، وأخذت خطوات لتقليصها.
سد الفجوة
وأكد المطيري أن القطاع الخاص، وخاصة الشركات الكويتية 100 في المئة المتخصصة في الأمن السيبراني، قادر على سد هذه الفجوة عبر تقديم حلول سريعة ومبتكرة، مشدداً على أهمية دعم الحكومة لهذه الشركات وتوفير البيئة المناسبة لنموها، مع تعزيز برامج تعليم الأمن السيبراني للشباب لتكوين جيل قادر على حماية المستقبل الإلكتروني للبلاد.
وأفاد المطيري بأنه لا توجد مبادرات واضحة من الدولة لتطوير منظومة الاحتراف السيبراني محلياً، مشيراً إلى أن «محترفي الأمن السيبراني في الكويت عددهم قليل، وهم قرابة ألف مواطن، وأعدادهم لم تزداد منذ سنوات».
وعما إذا كان يمكن محلياً بناء ما يشبه القبة الحمائية من القرصنة لجميع الجهات بدل الدفاع المنفرد ضد القراصنة منفردة ؟ قال المطيري إن بناء قبة حمائية موحدة يمكن تحقيقه عبر تكامل الجهود بين القطاعين العام والخاص. وأن الشركات الكويتية 100 في المئة المتخصصة في الأمن السيبراني يمكن أن تكون بمثابة «عمود الخيمة» لهذه الحماية، حيث تستطيع التحرك بسرعة أكبر من المؤسسات الحكومية وتوفير حلول مبتكرة. إلى جانب ذلك، لا يمكن إغفال دور التعليم وتدريب الكوادر الوطنية في تحقيق هذه الحماية المتكاملة.
تقنيات الأمن
ولفت المطيري إلى أن تغليظ العقوبات على الهاكرز يشكل جزءاً من الحل، ولكن الأهم العمل على تعزيز القطاع الخاص الكويتي في مجال الأمن السيبراني. موضحاً أن الشركات المحلية يمكن أن توافر بيئة مرنة وسريعة للاستجابة للهجمات الإلكترونية. كما يجب الاستثمار في التعليم والتدريب على تقنيات الأمن السيبراني، حتى نتمكن من بناء مجتمع قوي قادر على الردع.
وعما يدور من فرضيات بخصوص احتمالية للمهكرين عملاء أو جواسيس في الكويت يساعدونهم في القرصنة؟ قال المطيري «من المحتمل وجود متواطئين في الكويت وتعاون داخلي في بعض الحالات، لكن التهديد الأكبر يأتي من الخارج، لذلك يجب أن يكون هناك تعاون مستمر بين الشركات الكويتية 100 في المئة المتخصصة في الأمن السيبراني والجهات الحكومية لتطوير حلول داخلية قوية».
وأضاف «بجانب ذلك يجب تعزيز القدرات المحلية من خلال مبادرات تعليمية تركز على تدريب الشباب، ما يمكننا من التصدي للتحديات الداخلية والخارجية بشكل أكثر».