عندما تظهر على الاقتصاد بوادر ضعف أو يدخل في حالة ركود، يبدو استثمار الأموال في سوق الأسهم محفوفاً بالمخاطر بشكل خاص، لكن فترات الركود توافر فرصاً لشراء أسهم ممتازة بأسعار أقل.

ويعتقد محللون عدة الآن أنه مع خفض أسعار الفائدة المتوقع من قِبَل بنك الاحتياطي الفيديرالي حالياً، ومع بقاء الاقتصاد قوياً، ربما تكون الولايات المتحدة قد تجنبت الركود.

ومع ذلك، تمر الأسواق والاقتصادات تاريخياً بدورات ازدهار وكساد، وهو أمر طبيعي، لذا فمن الأفضل أن يكون المستثمر مستعداً ذهنياً لما سيحصل في المستقبل.

من ناحيته يقول المخطط المالي المحاسب القانوني المعتمد مؤسس مجموعة بيترز المالية في ريتشموند بولاية فيرجينيا ديفيد بيترز، إنه من المهم الاستمرار في الادخار للتقاعد رغم تقلبات السوق. ويحذر من الاستجابة لتقلبات السوق ببيع الاستثمارات أو إيقاف الادخار موقتاً، ويرى أن الاستثمار المتواصل أساس النجاح.

وفي ما يلي نظرة على بعض الاستثمارات التي قد تصمد بشكل أفضل من غيرها خلال فترة الركود حسب موقع «يو إس نيوز»:

1 - الاستثمار في القطاعات الدفاعية، مثل السلع الاستهلاكية الأساسية والخدمات والرعاية الصحية حيث تميل إلى أن تكون أقل حساسية للتقلبات الاقتصادية.

ويقول المحلل المالي المعتمد مؤسس شركة WinCap Financial في وينشستر بولاية ماساتشوستس مايكل كولينز: «خلال فترة الركود، تحقق هذه القطاعات أداء جيداً نسبياً حيث يستمر الناس في شراء السلع والخدمات الأساسية بغض النظر عن حالة الاقتصاد».

ويضيف: «تتمكن الشركات في هذه القطاعات أيضاً من الحفاظ على إيرادات وأرباح مستقرة بسبب الطلب المستمر على منتجاتها أو خدماتها».

2 - الأسهم ذات القيمة السوقية الكبيرة، والتي قد تحقق أداءً أفضل من نظيراتها الأصغر حجما في حالة الركود الاقتصادي.

ويقول كولينز: «تعتبر الأسهم ذات القيمة السوقية الكبيرة أقل تقلبا بشكل عام من الأسهم ذات القيمة السوقية الصغيرة، وبالتالي قد تكون أكثر جاذبية أثناء الركود. إضافة إلى ذلك، تميل الشركات التي تدفع أرباحا إلى الحصول على تدفقات نقدية مستقرة وقد تكون في وضع أفضل لتجاوز الركود».

3 - السندات الحكومية وسندات الشركات التي تتمتع بتصنيف مرتفع، فعندما تنخفض أسعار الأسهم، غالباً ما تظل أسعار السندات مستقرة أو ترتفع. وتعتبر السندات أقل خطورة من الأسهم، ولا تولد نفس النوع من العائد، ولكنها قد تضيف الاستقرار والدخل إلى المحفظة.

ولهذا السبب يميل مستثمرون كبار عدة إلى الابتعاد عن الأسهم والتحول إلى السندات أثناء عدم اليقين الاقتصادي أو انحدار السوق. وتعتبر السندات الحكومية، وخاصة تلك التي تصدرها الدول المتقدمة المستقرة، منخفضة المخاطر لأنها مدعومة بائتمان الحكومة.

وقد تكون السندات المصنفة من الدرجة الاستثمارية للشركات المستقرة مالياً جذابة أيضاً في فترة ركود السوق. وتقدم السندات المؤسسية عالية الجودة عموماً عائدات أعلى من السندات الحكومية، رغم أنها تحمل مزيداً من المخاطر.

4 - سندات الخزانة، وهي أوراق دين طويلة الأجل تصدرها الحكومة الأميركية، وتتراوح آجال استحقاقها بين 20 إلى 30 عاماً، وتدفع سعر فائدة ثابتاً كل نصف عام.

ويقول كولينز إن سندات الخزانة تشبه سندات الحكومة والشركات، حيث إنها مدعومة بالثقة الكاملة والائتمان من جانب حكومة الولايات المتحدة، وعادة ما يُنظر إليها باعتبارها استثمارات آمنة أثناء فترات الركود. ويضيف: «في أوقات تقلب السوق، قد يتجه المستثمرون نحو سندات الخزانة، بحثا عن الاستقرار».

5 - الذهب، ففي أوقات الركود، يتجه المستثمرون بشكل متكرر نحو الذهب، حيث يُنظر إليه باعتباره وسيلة تحوط ضد تقلبات سوق الأسهم. ورغم أن ارتباطه بالأسهم ضعيف في كثير من الأحيان، فإن فئتي الأصول تتحركان في نفس الاتجاه في بعض الأحيان.

ويعتمد أداء الذهب، مثل أداء الأسهم، على عوامل عدة بما في ذلك ظروف السوق والاقتصاد وأسعار الفائدة والأحداث الجيوسياسية.

ويلفت كولينزإلى أنه غالباً ما يُعتبر الذهب من الأصول الآمنة في أوقات عدم اليقين الاقتصادي بسبب تخزينه المتصور للقيمة. وخلال فترات الركود، قد ترتفع أسعار الذهب مع بحث المستثمرين عن طرق لحماية ثرواتهم من تقلبات السوق.

6 - العقار، حيث غالباً ما يكون النموذج المثالي للشراء بسعر منخفض، والبيع بسعر مرتفع. وفي أوقات الركود، قد يواجه قطاع العقارات تحديات كبيرة. فقد تنخفض قيمه بسبب عوامل مثل تراجع الطلب، وارتفاع معدلات البطالة وتشديد معايير الاقراض العقاري.

ومع ذلك، تظل بعض القطاعات، مثل العقارات المؤجرة، مستقرة أو قد تحقق أداء جيداً إذا كان التوجه أكثر نحو الاستئجار بدلاً من الشراء.

وبالنسبة للمستثمرين الذين يمكنهم تحمل فكرة الاستثمار عندما تبدو البيئة الاقتصادية غير مشجعة، فإن العقار يوفر فرصة واعدة. وعلى غرار الأسهم، تميل قيم العقارات إلى الارتفاع بمرور الوقت، ما يعني أن المستثمرين الذين يشترون العقارات بأسعار زهيدة قد يرون استثماراتهم تنمو بشكل كبير.

7 - النقد وما يعادله، ففكرة بيع كل الأسهم وتخزين قيمتها في النقد ليس إستراتيجية جيدة طويلة الأجل لتنمية الثروة، ولكن مستثمرون عدة يبحثون عن الشعور بالحماية الذي يوفره النقد في حالة الركود أو انخفاض السوق.

فوجود بعض النقد في متناول اليد فكرة سديدة، ولكن يجب التعامل معه بشكل إستراتيجي، وليس عند الشعور بالخوف.