في اليوم الـ340 لـ «حرب الإبادة» على قطاع غزة، نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلية، ليل الإثنين - الثلاثاء، واحدة من أبشع مجازرها منذ بداية الحرب، مستهدفة بقنابل ضخمة خيام النازحين في «منطقة إنسانية» بمنطقة مواصي خان يونس، ذوّبت الأجساد وأحدثت حفراً عميقة ودفنت عائلات فلسطينية وهي على قيد الحياة تحت الرمال.
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي التابع لـ«حماس»، أن أنحو40 شخصاً استشهدوا، فيما أصيب 60 على الأقل، بينما أمضى رجال الإنقاذ ساعات يحفرون بحثاً عن ضحايا وناجين وأشلاء من الغارات التي أحدثت حفرة بحجم ملعب كرة قدم صغير.
واحترقت الخيام في المنطقة المحيطة ولم يتبق سوى إطاراتها المعدنية مغطاة بالرماد في أرض قاحلة مليئة بالحطام.
ودُفنت سيارة بالكامل، ولم يظهر من بين الرمال سوى سقفها.
وأوضح الناطق باسم الدفاع المدني، أن الغارات نفذت بصواريخ شديدة الانفجار ما خلّف 3 حفر بعمق يصل إلى نحو 10 أمتار.
وأضاف أن المنطقة كانت تضم بين 20 و40 خيمة لنازحين، احترق أكثر من نصفها.
وقال مدير الاتصال الحكومي في غزة إسماعيل الثوابثة، إن الاحتلال ضرب خيام القماش بصواريخ عملاقة أميركية الصنع مخصصة لدكّ الجبال.
وكشف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن الاحتلال ألقى 3 قنابل أميركية من نوع «إم كي 84» على خيام النازحين.
في المقابل، ادعى جيش الاحتلال بأن غاراته على «المنطقة الإنسانية» استهدفت قائد المنظومة الجوية في «كتائب القسام» سامر إسماعيل خضر أبودقة، وقائد وحدة المراقبة والأهداف في «الاستخبارات العسكرية» في «حماس» أسامة طبش والقيادي في «القسام» أيمن المبحوح.
وادعى أن الثلاثة كانوا ضالعين بشكل مباشر في هجوم «طوفان الأقصى»، وكانوا يخططون لهجمات.
لكن «حماس»، نفت «ادعاءات جيش الاحتلال الفاشي وجود مسلحين في المنطقة المستهدفة»، كما رفضت الاتهامات بأنها تستغل المناطق المدنية لأغراض عسكرية.
وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة، إن «استمرار حرب الإبادة الجماعية ضد شعبنا الفلسطيني، والمجازر اليومية التي ترتكب بحقه، والدعم الأميركي، جعل المنطقة في مهب الريح».
من جانبها، جددت السعودية «رفضها القاطع لاستمرار جرائم الإبادة الجماعية الإسرائيلية، مع مطالبتها بالوقف الفوري لإطلاق النار».
وذكرت وزارة الخارجية التركية، أن «حكومة (رئيس الوزراء بنيامين) نتنياهو التي ترتكب إبادة أضافت جريمة جديدة إلى قائمتها من جرائم الحرب».
ووصف وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، المجزرة بأنها «صادمة وتؤكد أهمية وقف إطلاق النار».
فرصة إستراتيجية
تفاوضياً، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، أن اتفاق هدنة مع «حماس» يسمح بالإفراج عن الرهائن، سيمثّل «فرصة إستراتيجية تمنحنا فرصة كبيرة لتغيير الوضع الأمني على الجبهات كافة».
وقال للصحافيين الإثنين، «يتعيّن على إسرائيل التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يؤدي إلى وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع وإعادة الرهائن»، معتبراً أن العمليات العسكرية هيأت الأرضية «لشروط إطلاق النار».
وادعى غالانت أن الحركة «كتنظيم عسكري لم تعد موجودة»، مضيفاً أن «حماس تقود حالياً مجرد حرب عصابات».
أشلاء مُقطّعة
أدت الغارات اللا إنسانية إلى استشهاد إحدى بنات رائد أبومعمر، ودُفنت زوجته وابنته الأخرى، ولكن تم انتشالهما على قيد الحياة.
وقال أبومعمر، وهو يحمل الطفلة الناجية، «كانت مدفونة تحت الرمل هي وبنتان وأمهم... وأنا كنت مدفوناً تحت الرمل وطلعت أدور عليهم... أدور على بناتي وأدور على مرتي».
وأضاف «أشلاء من الجيران كانت موجودة عندي في خيمتي ماكنتش أعرف أنها أشلاء من الجيران غير لما استوعبت أن أهلي وعيلتي كلهم شقف (قطع) واحدة».وتابع وهو يشير للطفلة على ذراعيه «هاي هي الأهداف الإسرائيلية... كنا في مناطق إنسانية يفترض أنها آمنة».
وقالت إحدى الناجيات، وتدعى علا الشاعر، لـ «رويترز»، إنها استيقظت على انفجارات عنيفة وأخذت أطفالها وفرت خلال الليل والنيران محيطة بهم.وأضافت «لقينا... نسوان مقطعة أطفال مقطعة كلهم مقطعين... وشهدا وفي منهم لحد الآن مفقودين... هاي الناس بتدور عليهم وحتى الآن مفقودين».
القاهرة تنفي إطلاق نارعلى الحدود مع إسرائيل
أكد مصدر رفيع المستوى، لقناة «القاهرة الإخبارية»، أمس، أن لا صحة لما تداولته وسائل إعلام إسرائيلية، في شأن حادث إطلاق نار على الحدود المصرية - الإسرائيلية، موضحاً أن «ما حدث هو تبادل إطلاق نار بين قوة من حرس الحدود الإسرائيلية ومجموعة مهربين في صحراء النقب».