غاز غزة كان مثاراً للاهتمام الشديد من قبل أكثر من دولة وكيان وجهة... إلى أن جاء طوفان غزة فارتفعت أمواج الحرب بما حملته من قتل وتدمير لم يستطع العالم الدولي إنهاء القتال وإيجاد بيئة مناسبة للحد الأدنى من حالة اللاحرب.

إن كمية الغاز الموجودة أمام ساحل غزة في البحر الأبيض المتوسط إنما هي كميات واعدة بأن تكون تجارية قادرة على إحداث الفرق في القارة الأوروبية التي تُعاني من تذبذب تزويدها بالغاز الروسي.

مجموعة بريكس هو تجمع اقتصادي تأسس في عام 2009م ضم تسع دول هي المملكة العربية السعودية وروسيا والصين وجنوب أفريقيا والهند والبرازيل والإمارات ومصر.

وقد عقدت قمم اقتصادية مهمة حول تفاصيل هذا التجمع الاقتصادي في كل من روسيا في عام 2009م، وفي البرازيل في عام 2010م، وفي الصين في عام 2011م، وفي الهند في عام 2012م، وفي جنوب أفريقيا في عام 2013م، وفي البرازيل في عام 2014م، وفي روسيا في عام 2015م، وفي الهند في عام 2016م، وفي الصين في عام 2017م، وفي جنوب أفريقيا في عام 2018م، وفي البرازيل في عام 2019م، وفي روسيا في عام 2020م، وقد شارك رئيس تركيا رجب طيب اردوغان في القمة العاشرة في جنوب افريقيا وهي رغبة منها لتكون ضمن التجمع الاقتصادي حيث إن دول البريكس ليس تحالفاً سياسياً لكنه يحمل في طياته الكثير من التنسيق للتأثير في الاتفاقيات التجارية الأساسية خارج إطار المجموعة الصناعية السبعة.

ولهذا التجمع رؤية اقتصادية كانت بمجاراتها بعض الكتب المهمة منها كتباً بعنوان «بريكس ومستقبل النظام العالمي» للكاتب أوليفر ستنكيل، الذي صدر في عام 2015م، وكتاب بعنوان «صعود البريكس في افريقيا» للكاتب بادريج كارمودي.

وكانت الهند هي الأكثر حماساً للمشروع لانها من أكثر دول العالم احتياجاً لمصادر الطاقة من نفط وغاز، وهي لا تمل في البحث عن أكثر من مصدر كي لا تتأثر معدلات التنمية لديها بأي ظروف سياسية قد تحدث.

وقد تابع العالم تصريحات واجتماعات كثيرة قبل السابع من أكتوبر من عام 2023م لعدد من الرؤساء وممثليهم حول الجدوى الاقتصادية لاستخراج الغاز من أمام سواحل غزة المحاصرة.

كان أهل غزة ومازالوا يعيشون في سجن بحري وجوي وأرضي وكانت هناك فظائع انسانية تصل إلى الإبادة البطيئة ثم تحولت إلى جرائم حرب بعد طوفان الأقصى كون الضحايا لا علاقة لهم بما حدث وهم شعب مدني يبحث عن فرصة للعيش الكريم.

إن مشروع غاز غزة بات بعيداً كل البُعد عن الأفق الاقتصادي لأي تكتل سياسي أو اقتصادي نظراً للوضع الراهن، فالحرب لم تتوقف بعد وتفاصيل الهدنة غير واضحة المعالم وهي متناقضة حتى لدى بعض الدول العظمى، ومن حق أهل غزة المطالبة بالتعويضات وبإعادة بناء ما تم تدميره وهو أقل شيء يقدمه العالم لمَنْ تبقى من الشعب الفلسطيني بشكل عام ولأهل غزة بشكل خاص، ولا بأس باستخراج الغاز من أمام ساحل غزة مع ضمان عدم الاعتداء عليها وجعل الأموال مخصصة لإعادة بناء غزة والاستدامة الاقتصادية مع فتح البحر الأبيض المتوسط أمام أهل غزة بعيداً كل البُعد عن ضمان أمان الكيان الصهيوني ومَنْ تضامن معه.

همسة:

غاز غزة من حق شعب غزة.