وسط تبادل الاتهامات مع حركة «حماس» في شأن تعثّر المفاوضات للتوصل إلى اتفاق هدنة وتبادل الأسرى في قطاع غزة، بعد مرور 11 شهراً على بدء الحرب، أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أن التقارير التي أشارت إلى اقتراب إسرائيل بنسبة 90 في المئة من التوصل إلى اتفاق «غير دقيقة»، في حين توقع مسؤولون في الكابينيت السياسي - الأمني، أنه في مرحلة معينة سيصبح الضغط الأميركي لا يحتمل ولن يكون هناك أي خيار أمام تل أبيب، سوى الموافقة على الصفقة.
وصرح نتنياهو لقناة «فوكس نيوز» الأميركية، بأنه «يمكن للناس الاحتجاج، لكن الشعب يدعم بقوة الموقف الذي اتخذته الحكومة»، في إشارة إلى التظاهرات المتواصلة في تل أبيب للمطالبة بصفقة فورية.
وفي السياق، قال المسؤولون في «الكابينيت»، إنه في موازاة الموافقة الإسرائيلية، سيتم حل الأزمة السياسية الداخلية المتفاقمة، والتي ليس واضحاً حتى الآن، كيف سيكون حجمها، وتتشكل كمصيدة بالنسبة لنتنياهو، ومستشاريه خلال عطلة الكنيست الحالية، حسب ما نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت».
ووفق صحيفة «هآرتس»، فإن نتنياهو «قلق» من الانتقادات الدولية المتصاعدة ضده، ويبذل جهوداً في محاولة لصد الاتهامات بأنه يعرقل المفاوضات لأسباب سياسية داخلية، إثر معارضة وزيري المالية بتسلئيل سموتريتش والأمن القومي إيتمار بن غفير، أي اتفاق لوقف الحرب.
وأحد العراقيل الكبيرة التي يضعها نتنياهو، تتعلق بإصراره على بقاء قوات في محور فيلادلفيا، فيما يؤكد وزير الدفاع يوآف غالانت، وأحزاب المعارضة، أنه يجب الانسحاب من المحور الحدودي، ولو بشكل موقت، من أجل التوصل إلى اتفاق.
ويرى زعيم المعارضة يائير لابيد، أن «المشكلة ليست في محور فيلادلفيا بل في محور بن غفير - سموتريتش».
«حماس»
في المقابل، قال القيادي في «حماس» خليل الحية، إنه «أمام مراوغات نتنياهو للتهرب من استحقاق التوصل إلى صفقة نؤكد تمسكنا بقبول مقترح (الرئيس جو) بايدن».
وأضاف «لسنا بحاجة لأي أوراق جديدة أو مقترحات من أي كان، بل يجب إجبار الاحتلال على تنفيذ التعهدات».
وفي واشنطن، أفاد البيت الأبيض بأن مقتل الرهائن الإسرائيليين جعل التوصل إلى هدنة «أكثر صعوبة».
وأضاف في بيان، أن المنسق الأميركي لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك تواصل مع قطر ومصر وإسرائيل للعمل على دفع مفاوضات، مؤكداً أن واشنطن تعتقد أن الخلافات بشأن اتفاق الهدنة يمكن حلها.
وأكد أن لا توافق حتى الآن على مسألة التبادل ضمن الاتفاق المرتقب، رغم أنها مسألة أساسية، ومشيراً إلى أن هناك أجزاء في محور فيلادلفيا لا تصنف ضمن المناطق المكتظة بالسكان التي يقترح الانسحاب منها.
6 شهداء في الضفة
وفي شمال الضفة الغربية المحتلة، استشهد 5 شبان وأصيب ثلاثة بجروح، فجر أمس، بقصف جوي إسرائيلي استهدف مركبة في مدينة طوباس، بينما استشهد فتى برصاص الاحتلال عند مخيم الفارعة.
وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية، من بين شهداء طوباس، محمد زكريا محمد الزبيدي (21 عاماً)، نجل الأسير زكريا الزبيدي، القيادي في «كتائب شهداء الأقصى»، وأحد أبرز الأسرى الذين تمكنوا من الفرار من سجن إسرائيلي في سبتمبر 2021 عبر حفر نفق يمتد إلى خارجه.
يأتي ذلك، في وقت بدأت قوات الاحتلال حملة عسكرية في مخيم الفارعة - محافظة طوباس، واقتحمت مجدداً مخيم طولكرم، ودفعت بمزيد من التعزيزات إلى مخيم جنين، وذلك ضمن عدوانها المكثف لليوم التاسع على الضفة ومخيماتها، والذي أسفر عن استشهاد 39 فلسطينياً حتى الآن.