أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، «دعم» المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في الخامس من نوفمبر المقبل، غداة اتهامات واشنطن لموسكو بالتدخّل في الانتخابات، الأمر الذي نفته الأخيرة.

وبينما أبدى استعداده لمفاوضات مع كييف على أساس محادثات إسطنبول في ربيع العام 2022، إذا طلبت أوكرانيا ذلك، أكد زعيم الكرملين أن الأولوية بالنسبة إلى موسكو تتمثل في السيطرة على منطقة دونباس شرق أوكرانيا حيث تحرز قواته تقدّماً، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنّ الجيش الروسي يدفع القوات الأوكرانية إلى التراجع في منطقة كورسك الحدودية.

وصرح بوتين، خلال جلسة حوار في إطار منتدى اقتصادي في فلاديفوستوك (شرق)، بأنّ الرئيس جو بايدن «أوصى ناخبيه بدعم هاريس، لذا سندعمها أيضاً».

وأضاف «ثانياً، لديها ضحكة مُعبّرة ومُعدية تظهر أنّها في وضع جيد».

وإذ أشار زعيم الكرملين إلى أن المرشح الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب فرض العديد من «القيود والعقوبات» على بلاده، قال «ربما تمتنع هاريس عن القيام بأشياء مماثلة».

وقبل انسحاب بايدن من السباق الانتخابي، أعلن بوتين أنّه يفضّله على ترامب، الذي يُنتقد من قبل معارضيه الديمقراطيين بأنّه معجب بزعيم الكرملين.

والأربعاء، اتخذت واشنطن سلسلة إجراءات، من بينها فرض عقوبات والقيام بملاحقات قضائية ضد مسؤولين في شبكة «ار تي» الروسية، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تأتي رداً على محاولات تدخل من روسية في انتخابات نوفمبر الرئاسية.

مستعد للتفاوض!

من جهة أخرى، أكد الرئيس الروسي أنه مستعد لإجراء مفاوضات مع كييف بناء على «الوثائق التي تم الاتفاق عليها وتوقيعها بالأحرف الأولى في إسطنبول» في ربيع العام 2022.

ولم تُنشر هذه النصوص التي أشار إليها الرئيس الروسي، بينما نفت كييف التوصل إلى أي اتفاق.

وقال «تمكنّا من التوصل إلى اتفاق، هذا هو الهدف، ويشهد على ذلك توقيع رئيس الوفد الأوكراني هذه الوثيقة، ما يعني أن الجانب الأوكراني كان راضياً بشكل عام عن الاتفاقات التي تم التوصل إليها».

لكنه أضاف «لم يدخل (الاتفاق) حيّز التنفيذ فقط لأنه صدر أمر بعدم القيام بذلك، لأن النخب في الولايات المتحدة وأوروبا، بعض الدول الأوروبية، أرادت إلحاق هزيمة إستراتيجية بروسيا».

دونباس «الهدف الرئيسي»

وبالنسبة إلى التوغل الأوكراني في منطقة كورسك أوائل أغسطس الماضي، قال زعيم الكرملين إنّ هدف كييف «كان إثارة التوتر لدينا وجعلنا مضطرّين لإعادة نشر قواتنا من منطقة إلى أخرى ووقف هجومنا في المناطق الرئيسية، خصوصاً في دونباس التي يمثّل تحريرها أولويتنا».

وأكد أن دخول أوكرانيا إلى كورسك جعل تقدم موسكو في شرق أوكرانيا بصورة أسرع، موضحاً «أضعف العدو نفسه في مناطق رئيسية، فيما سرّع جيشنا عملياته الهجومية».

وأكد زعيم الكرملين أن قواته بدأت دحر الوحدات الأوكرانية من المنطقة الحدودية، حيث سيطرت على بعض البلدات والقرى.

ووصف الرئيس الروسي، استهداف محطتي كورسك وزابوريجيا النوويتين من قبل القوات الأوكرانية بأنها «أعمال إرهابية في غاية الخطورة»، متسائلاً «يمكنكم أن تتصوروا ما الذي سيحدث إذا رددنا على ذلك بالمثل... ماذا سيحدث بذلك الجزء من أوروبا برمته».

وأقر الرئيس الروسي، من ناحية ثانية، بأن عدم تمديد كييف العقد مع شركة «غازبروم» لنقل الغاز الروسي إلى الأوروبيين عبر أوكرانيا بعد 31 ديسمبر، سيكبد موسكو «خسائر» مالية، محذراً من أن «الأسعار سترتفع بشكل كبير».

في سياق آخر، قال بوتين إنه لا يفهم الإجراءات «الانتقائية» الفرنسية ضد مؤسس تطبيق «تلغرام» بافيل دوروف.

وأعلن أنه التقى دوروف مرة واحدة فقط منذ سنوات، لكنهما لم يبقيا على اتصال.