احتضن مسرح «مكتبة الكويت الوطنية» ليل الأربعاء، أمسية شعرية كويتية – عُمانية، عبّرت في مضمونها عن عُمق وتأصل الترابط الثقافي والانسجام الكبير ما بين البلدين الشقيقين، وجاءت ضمن فعاليات «الأسبوع الثقافي العُماني».
الأمسية التي حضرها الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور محمد خالد الجسار، وسفير سلطنة عُمان الدكتور صالح الخروصي، وجمع محبي الأدباء والمثقفين ومتذوقي الشعر، أدارها الشاعر الحارث الخراز، وكانت انطلاقتها مع الشاعرة العُمانية بدرية البدري، حيث أهدت قصيدة للكويت حملت عنوان «وِردُ عِناقِ»، قالت في مطلعها: «جئتُ الكويتَ تؤمٌني أشواق/ وحديثُ تاريخٍ من العشَاقِ... تنسابُ أمطارُ الحنين بضمةٍ/ ويَجبٌ ذنبَ البعدِ وِردُ عِناقِ».
ثم أتبعتها بأخرى ذات ارتباط بفلسطين حملت عنوان «كذبة سوداء»، فحظيت بالتصفيق الحار من الحضور، لتنتقل بعدها إلى اللون العاطفي مع قصيدتها «زرقة بامتداد الحب». وتلبية لرغبة أحد الحاضرين، ألقت مقطعاً من قصيدة شعبية بعنوان «أنا اشتاقيت»، وأوضحت أنها كتبتها بسبب موت شجرة الورد التي في بيتها.
بعدها، اعتلى الشاعر الكويتي فيصل سعود العنزي المنصة ليقدم أربع قصائد مميزة، حظيت بالتصفيق، كانت أولاها في مدح السلطان هيثم وحملت عنوان «جلالة السلطان»، ليقدم بعدها قصيدة «بَوح» والتي جاء في مطلعها: «يا سدرة العشق هل نامت عصافيري/ إذ عاد يقلقني بوح الأزاهير... الليل خيّم فوق الأرض معتكراً/ صوت السكون بدا يحكي أساويري».
ليختار بعد ذلك قصيدة من اللون العاطفي تحمل عنوان «أنتي حبيبتي... فمن أنا»، وختمها بقصيدة «أرمي بها وجعي».
أما ختام الأمسية، فكان مع الشاعر العُماني يوسف الكمالي بمجموعة من القصائد الجزلة، منها قصيدة بعنوان «وطن يمشي في الغربة»، إلى جانب قصيدة «في ضباب الذاكرة» وأخرى من موسوعة «غزة وكفاح وجراح» تحمل عنوان «ألم بربري» (رسالة من مجانين غزة)، أتى في مطلعها: «أيُّها السَّاكِنونَ.. عِمتم سُكونا/ دمُنا لَيس مُربحاً فاتركونا... غزّةُ الآنَ.. والوحوشُ أغارتْ/ زرعتْ قلبَها الأخيرَ كَمينا».
«لا حياة من دون شعر»
وعلى هامش الأمسية، قالت الشاعرة بدرية البدري لـ«الراي»: «الشعر مازال يؤدي دوره في الحياة، والتي لا يمكن أن تكون من دونه. فهو عاطفة وموقف، وربما يكون أحياناً سلاحاً لمَنْ لا يجد سوى الكلمة التي يثبت بها موقفه».
«الكويت بلد الفن والشعر والثقافة»
من جانبه، قال الشاعر يوسف الكمالي لـ«الراي»: «سعيد بمشاركتي برفقة زملائي الشعراء في هذه الأمسية التي تأخذ أهميتها من عمق الرابطة الوجدانية والاجتماعية والثقافية بين البلدين».
وتابع: «الكويت بلد الفن والشعر والثقافة، وصعودنا على منصتها هو امتنان وشرف كبير، فهي صانعة الشعراء والفنانين والأدباء، ونحن نرد لها اليوم بعضاً من هذا الجميل».
«تجديد العلاقة الوطيدة»
بدوره، قال الشاعر فيصل العنزي لـ«الراي»: «شكراً للمجلس الوطني على هذه الفعالية، وتقديم مثل هذه الأنشطة الثقافية والأدبية التي من شأنها تجديد العلاقة الوطيدة بين الشعبين الكويتي والعُماني، إذ ما حصل خلال هذه الأيام هو تبادل ثقافي وفكري رائع».
«جزء من برنامج المجلس الوطني»
قال الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور محمد الجسار لـ«الراي» إن «الأسابيع الثقافية هي جزء من برنامج المجلس في عملية التبادل الثقافي بين الشعوب الصديقة والشقيقة، حيث إن مثل هذه الفعاليات تزيد من الروابط بين البلدان. وعلاقتنا مع الشعب العماني الشقيق جداً قوية، إذ تربطنا بهم علاقة تاريخية تعود إلى أيام التجارة وما قبل ذلك، حتى من حيث الموقع الجغرافي للبلدين ما قبل الإسلام تجد القرين وفيلكا وحضارة ماجان حيث كان التبادل التجاري ما بينهما».
«تعزيز العلاقات»
أعرب السفير العُماني الدكتور صالح الخروصي عن سعادته بحضور الأمسية. وقال لـ«الراي»، «لقد استمعنا إلى شعراء متميزين متمكنين أضافوا وهجاً لهذا الأسبوع الثقافي، وأتمنى مثل هذه الفعاليات أن تكون مستمرة ومتبادلة لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين».