فيما تقترب واشنطن من منح أوكرانيا صواريخ «كروز» بعيدة المدة لقصف العمق الروسي، لوحت موسكو مجدداً بتغيير عقيدتها النووية.
وربط الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، أمس، هذه الخطوة مباشرة بـ «التهديدات» التي تسبب فيها الغرب، واتهم الولايات المتحدة بتدمير البنية الأمنية لأوروبا بعد الحرب الباردة وبإدارة عملية إثارة التوتر.
وقال إن الغرب رفض الحوار مع روسيا واتخذ خطاً هجومياً ضد مصالحها الأمنية في وقت كان يؤجج فيه «الحرب الساخنة في أوكرانيا».
لكن بيسكوف أوضح أن عملية تعديل العقيدة النووية لاتزال في مرحلة مبكرة. وأعلن أنه سيتم تحليل التوتر الحالي بعناية ومن ثم وضع أساس التغييرات المقترحة.
وتنص العقيدة النووية، المنصوص عليها في مرسوم أصدره الرئيس فلاديمير بوتين عام 2020، على أن من حق روسيا استخدام الأسلحة النووية في حالة شن عدو لهجوم نووي عليها أو تعرضها لهجوم عادي يهدد وجود الدولة.
بدورها، حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الولايات المتحدة، أمس، من المزاح بشأن «الخطوط الحمراء» التي حددتها روسيا، وذلك رداً على سؤال حول احتمال تسليم صواريخ أميركية بعيدة المدى لأوكرانيا.
وقال لافروف إن واشنطن فقدت الإحساس بالردع المتبادل الذي دعم التوازن الأمني بين موسكو وواشنطن منذ الحرب الباردة، و«هذا أمر خطير».
وفي السياق، حذرت الناطقة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا، دول حلف «الناتو» من «رد فوري ومؤلم للغاية» في حال شنت كييف هجمات بأسلحة بعيدة المدى في العمق الروسي.
ميدانياً، أكدت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، أمس، أن قواتها نفذت الثلاثاء، «ضربة دقيقة على مركز التدريب المشترك الـ179 للجيش الأوكراني في مدينة بولتافا، وتمت إصابة كل الأهداف المحددة».
وأضافت مشيرة إلى المعهد، «تحت إشراف مدربين أجانب، جرى تدريب متخصصين في الاتصالات والحرب الإلكترونية من كل مكونات ووحدات القوات الأوكرانية، فضلاً عن مشغلي الطائرات المسيرة الذي يشاركون في الهجمات على أهداف مدنية داخل روسيا».
وقتل 53 شخصاً وأصيب 271 في الهجوم الروسي.
وأفادت وزارة الدفاع، في بيان ثانٍ، بأن قواتها استهدفت مؤسسات المجمع الصناعي العسكري الأوكراني في مدينة لفيف (غرب)، بصواريخ «كينجال» (خنجر) البالستية، مؤكدة إصابة «كل الأهداف المحددة».
كما أعلنت السيطرة على بلدتي كارلوفكا وبريتشيستوفكا في منطقة دونيتسك.
وأسفرت الضربة على وسط مدينة لفيف عن مقتل سبعة أشخاص بينهم ثلاثة أطفال.
كما أدى الهجوم الصاروخي قرب الحدود البولندية، إلى إصابة 40 شخصاً بجروح، وألحق أضراراً بمدارس ومنشآت طبية وأبنية في مركز المدينة التاريخي.
من جانبه، جدد الرئيس فولوديمير زيلينسكي، دعوته للشركاء الغربيين إلى تزويد كييف بأسلحة بعيدة المدى.
وقال رئيس الوزراء دنيس شميغال «سيدفع العدو ثمن ما قام به».