في يوليو الماضي نُشر لي مقال عن المرور وحوادث السيارات، وكان المقال بعنوان «تجربة مرورية سعودية رائدة»، ونبّهت إلى أن زيادة الغرامات لا تعني أن المرور سينضبط بدون أن يكون هناك عملية متكاملة للعملية المرورية، فالسرعة العالية التي يسوق بها البعض وخاصة الشباب والذين أطلقت عليهم «الذئاب المنفلتة»هي أخطر مُخالفات المرور.

في الحقيقة كأنني عندما كتبت ذلك المقال أتوقع ما سيحدث لي ذلك الصباح، كنت متوجهاً إلى المطار وعلى يميني خيطان وأقود بسرعة 100 كيلو تقريباً، وبدون مُقدمات إلا تأتي سيارة مُسرعة وتصدمني بقوة من الخلف، لحظتها كنت أفكر كيف أسيطر على سيارتي التي أصبحت تتلوى بالطريق، وبما أنني أربط حزام الأمان تمكنت من التحكم بمقود السيارة وهدّأت السرعة ونظرت في المرآة للخلف، واكتشفت أن الذي صدمني قد انقلبت مركبته على جانب الطريق، أتصلت على 112 وأبلغتهم، وقالوا لقد وصلهم بلاغ بالحادث وعليّ أن أذهب إلى أقرب مخفر.

الحمدلله لم أصب بأذى بفضل حزام الأمان، لكن الضرر الأكبر على الجانب الخلفي الأيسر من السيارة، وتوجهت للمخفر وهناك قام العاملون بالواجب وسجلت قضية، لكن أُعتبر الحادث غير عادي وله مُعاملة تختلف عن الحوادث الأخرى، حيث إن الذي ارتكب الحادث شاب في مقتبل العمر لم يُصب بأذى، لكنه ظاهرياً كان في حالة تعاطي، تنازلت عن أي مطالبات، لكن القضية مستمرة ضد مَنْ أرتكب الحادث الذي أودع في المستشفى وحجز بعهدة جهاز مكافحة المخدرات.

الله ستر ولطف والحمدلله، لكن لأول مرة أعرف أن خطورة المُخدرات تتمدّد وتهدم بيوتاً آمنة وتحطم مستقبل شباب، وأن خطرها يصل إلى الشوارع ويأخذ الأرواح البريئة.

وفي سياق الموضوع لفت انتباهي حكاية شاب كويتي قد تكون عِبرة للآخرين، ففي لقاء بُث على شبكات التواصل قبل أسبوع يقول الشاب: «كنت بعمر 14 سنة وحدث (زعل) بيني وبين والدي، وكنت أنا الغلطان وليس والدي، وخرجت من المنزل لأسكن في بيت صديقي، لكن بعد أسبوع اكتشفت أن كل أهل البيت يبيعون مُخدرات!، وبحمدالله خرجت من المكان عندما سحبتني والدتي لتنقذني، وعدت لبيت الأهل».

السؤال الذي أطرحه هل مَنْ يثبُت أنه مُتعاطي مخدرات فعلياً، هل يُسمح له بقيادة السيارات في طرقنا المزدحمة ويُهدد حياة البشر... صراحة لا أعرف؟.

الحمدلله على كل حال، وأبعد الله الجميع عن آفة المُخدرات وحوادث السيارات.