شددت الهيئة العامة للبيئة، أمس، على أهمية توطين واستزراع نباتات القرم (المانغروف) في البلاد والتوسع في زيادة مساحاتها، لما لها من آثار ايجابية وتحقيق التكيف والتخفيف من آثار التغيرات المناخية التي تواجهها الكويت.

وقال نائب المدير العام للشؤون الفنية في الهيئة، الدكتور عبدالله الزيدان، لوكالة (كونا) عقب اجتماع مع شركة البترول الوطنية الكويتية بخصوص هذا الشأن، إن الهيئة تحرص على استزراع هذه النباتات في البلاد ولها مشاريع خاصة بهذا الشأن منذ 6 سنوات حتى الآن، بالتعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي في محمية الجهراء.

وأضاف أن هذا الحرص امتد لفتح أول مجالات التعاون المحلي بين الهيئة و«البترول الوطنية» لإنشاء مشاتل متخصصة لاستقبال أعداد كثيرة من بذور القرم واستزراعها في البلاد.

وأوضح الزيدان أن الهيئة اطلعت عدداً من موظفي «البترول الوطنية» أمس، على الطرق الفنية والعلمية التي تم تأسيسها بمختبرات الهيئة لاستزراع القرم، وذلك لتبادل الخبرات في المجالات البيئية والمتعلقة بإعادة توطين واستزراع القرم في البلاد وزيادة مساحاتها.

وذكر أن الاجتماع والتعاون شمل مناقشة موضوعات مهمة عدة حول سبل تعزيز التنمية المستدامة البيئية والاجتماعية للتكيف مع الظروف المناخية من خلال دعم وحماية النظم البيئية وصحة وسلامة الإنسان بالمجتمع للتصدي وتخفيف وتحسين آثار التغيرات المناخية التي تواجهها الكويت والعالم ككل لتعزيز الوصول إلى بيئة صحية مستدامة للأجيال القادمة.

وأضاف أن الجانبين ناقشا طرق العناية بهذه النباتات النظرية والعملية والاستزراع في المختبرات استعداداً لنقلها إلى محمية الجهراء لاستزراعها بالتعاون مع «البترول الوطنية».

وبيّن أنه تم اطلاع المختصين من قبل «البترول الوطنية» على شتلات نباتات القرم التي تم تزويد الكويت بها في أغسطس الماضي وعددها 2000 بذرة، من قبل هيئة البيئة العمانية وتوفيرها خلال هذا الموسم ليتم استكمال زراعتها وتأهيلها في مختبرات «هيئة البيئة»، مؤكداً أن نباتات القرم تسهم في خفض معدلات ثاني أكسيد الكربون 3 إلى 5 مرات أكثر من الغابات الاستوائية وتخلق موائل طبيعية للأسماك والقشريات والطيور كما تعمل على حماية السواحل من النحر والتآكل وتنقية مياه البحر.

وقال الزيدان إن هذا التعاون يأتي لتجهيز المعامل الخاصة بالجهتين، لاستقبال نحو 500 شتلة في الموسم الحالي وعشرات الآلاف من بذور القرم بالسنة المقبلة من قبل سلطنة عمان الشقيقة.

التغيير المناخي

من جانبه، قال مدير دائرة الخدمات في «البترول الوطنية»، علي خشاوي، إن الشركة حريصة على مثل هذا التعاون، انطلاقاً من واجبها الوطني ومسؤوليتها البيئية تجاه المجتمع في مكافحة التغيير المناخي، وتماشياً مع إستراتيجية مؤسسة البترول بشأن تحول الطاقة 2050 وإستراتيجية الدولة خفيضة الكربون 2060 ولتحقيق اهداف الدولة والتزاماتها الدولية تجاه البيئة.

وأضاف خشاوي أن الشركة ومن خلال التوصيات الدولية ومخرجات مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي (كوب 27) في شرم الشيخ عام 2022 والخاص بالتشجير، تقوم باستزراع نباتات القرم نظراً لفوائدها العديدة، فهي قادرة على عزل 3 إلى 4 أضعاف الكربون الذي تعزله الأشجار العادية وتوفير مختلف خدمات النظم الإيكولوجية الحيوية.

وأوضح أن الشركة تساهم بنشاط في زراعة هذه النباتات من خلال استيراد 9000 بذرة من سلطنة عمان لإنباتها في الشركة والتنسيق مع «هيئة البيئة» لزراعتها في محمية الجهراء.