وفق ما تقتضي المصلحة تسير السياسة الأميركية... ففي أثناء الحرب الباردة، اتخذت شكلاً يناقض مع ما أعلنته بعد انهيار المعسكر الشيوعي.
فقد وقفت الإدارة الأميركية وساعدت دولاً عربية وإسلامية، كما وقفت مع المجاهدين الأفغان، ضد القوات السوفياتية الشيوعية.
وبعد خروج الاحتلال الشيوعي من أفغانستان، ظهر تيار أطلق عليه «العرب الأفغان»... ووقف الأميركيون مع «طالبان» حتى وصلوا إلى الحكم في أفغانستان، ووقفت باكستان خلف المعسكر الأميركي.
ثم انقلبت السياسة الأميركية على «طالبان» بعد أحداث 2001 سبتمبر، بحجة «الحرب على الإرهاب».
وصار الإرهاب «شَمّاعة أميركية»... فحين يُصيب دولاً لا ترضى عنها الولايات المتحدة، فهذا هو «الجهاد» في سبيل الحرية والديمقراطية، حتى ترتدّ «عاصفة الإرهاب» وتصيب أميركا نفسها.
هكذا خرجت أميركا من نطاق حدودها، عندما انهار الاتحاد اليوغوسلافي الذي أقامه الرئيس تيتو عام 1945 بين صربيا وكرواتيا والبوسنة والهرسك والجبل الأسود ومقدونيا الشمالية وسلوفينيا.
ولاحقاً ظهرت أميركا، بمظهر الداعم للمسلمين بعد دعمها لاستقلال إقليم كوسوفو عن صربيا، إضافة لدعمها لمسلمي البوسنة والهرسك.
وهكذا لا تقف أميركا على حالة واحدة... فقد ساندت إيران الإسلامية الشيعية، ودعمت «طالبان» السنية في أفغانستان... ولاحقاً أسقطتها بعد قضاء مأربها منها، قبل أن تعود مجدداً إلى الحكم قبل 3 سنوات تقريباً.
... هكذا تتلوّن التيارات السياسية.