رغم الضغوط والتهديدات، استعجل مدّعي الجنائية الدولية كريم خان، اعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت، بل إنه أكد في المذكرة التي رفعها أن أي تأخير غير مبرر في تلك الإجراءات.
وقال الصحافي الأسترالي سي جاي ويرلمان، كلاماً طويلاً مفاده بأنه إذا انتقدت إسرائيل فسيتم تصنيفك على أنك معادٍ للسامية، ولكن ماذا تسمّي اليهودي الذي يسخر من ضحايا «الإبادة الجماعية»؟
ولم يخل الأمر من تعليقات أناس غربيين، منهم الصحافية الأسترالية كيتلين جونستون، التي ركزت على أن «إسرائيل نظام قاتل ومستبد ومضطرب نفسياً، وكذلك الامبراطورية الغربية، لذا عندما يتحدث الغربيون عن وجود قيم مشتركة مع إسرائيل، فإنهم لا يكذبون في الواقع».
وعلّق المطرب البريطاني كات ستيفنز، متسائلاً: «لماذا لا يمكننا التوصل إلى وقف اطلاق النار؟ وماذا تريد إسرائيل»؟ مؤكداً أن الأجيال القادمة ستتأثر.
وتساءل أيضاً«هل ستبقى الإنسانية على هذه الأرض»؟
وقالت كلير دالي، وهي سياسية ايرلندية إن الاتحاد الأوروبي هو ثاني مورّد للأسلحة إلى إسرائيل بعد الولايات المتحدة.
ويرى الكاتب بن نروتون، وهو مقيم في أميركا، أنه لا يمكن لإسرائيل أن تنفّذ هذه «الإبادة الجماعية»من دون دعم الولايات المتحدة... إنها إبادة جماعية أميركية - إسرائيلية... إضافة إلى مقولات كثيرة.
إنني أرى أنها بمثابة الحرب الكبرى بالنسبة للعالم الغربي، وكأنها «حرب صليبية»... فكانت هناك سردية كاذبة مفادها بأن المسلمين يقومون بقتل اليهود، وأنه يجب عليهم القيام بواجبهم الأخلاقي لحماية اليهود الذين يعيشون في فلسطين، أي يجب حماية إسرائيل.
وباتوا ينشرون أنها أرض اليهود، علما بأن الواقع المر لليهود مفاده بأنهم لا يمتلكون أي أثر يثبت أكاذيبهم، وبأن أقدم أثر يهودي في القدس يعود إلى الفترة العثمانية فقط وليس قبل ذلك، حين استأجر اليهود من الدولة العثمانية دونماً واحداً فقط لدفن موتاهم على أرض وقف إسلامي، ثم تم فرض تأجيرها لمدة 99 عاماً لإحدى المؤسسات اليهودية لدفن الموتى... ولما انتهت الفترة لم يعيدوها إلى أصحابها.
وقد عمل الاحتلال على توسيع المقبرة مع تعزيز سيطرته على الأرض الوقفية إلى مئات الدونمات، وقد وصلت مساحتها اليوم إلى 250 دونماً، وقد تم دفن فيها شخصيات يهودية دينية وسياسية.
يقول الشيخ الدكتور فريد الأنصاري، إن من سوء حظ اليهود أنهم اختاروا فلسطين، فقد كان بإمكانهم بمساعدة الغرب إبادة شعب ما في دولة ما في أفريقيا أو أميركا الجنوبية والقضاء على ثقافة المجتمع الأصلي، وهذا ديدن الاستعمار ثم العيش بها إلى يوم القيامة، لكنهم اختاروا فلسطين الحبيبة التي تنبأ أشرف الخلق عليه الصلاة والسلام نهاية اليهود في القدس.
أرى أن هناك حالة مرضية تعاني منها الدول الكبرى عند التعاون مع الكيان الصهيوني، فهي تأخذ مواقف عديدة، وإن كانت ضد مصلحتها الوطنية، بل إنها تقدم الأموال من دافعي الضرائب ولا تكترث لذلك الأمر.
ولا ننسى دور قوى الضغط واللوبيات في المسرح السياسي الغربي الذي يجعل عملية وقف«الإبادة الجماعية»التي يقوم بها الكيان الصهيوني مستحيلة، علماً أن كل ما قامت به فشل في استعادة الأسرى الإسرائيليين، ويثير رياح الحرب الإقليمية ولا يعيد اللاجئين الإسرائيليين من الخيام إلى بيوتهم.
ومازال البشر يتظاهرون في العديد من العواصم الغربية غير الإسلامية، مطالبين بوقف«الإبادة الجماعية»بحق الشعب الفلسطيني بشكل عام، وبأهل غزة بشكل خاص، منها في العاصمة الألمانية برلين، وفي مدينة شيكاغو الأميركية، التي تطالب بوقف المجازر، وتندد بالدعم الأميركي لإسرائيل التي أعلنت القناة الـ 12 أن الحرب على غزة كلفت الاقتصاد الإسرائيلي أكثر من 67 مليار دولار.
ومازالت المفاوضات لوقف إطلاق النار غير مبشرة، لذا فإن المجازر مستمرة وكذلك تظاهرات ذوي الأسرى الإسرائيليين في تل أبيب، ونحن لا نملك إلا الدعاء والمقاطعة.
همسة:
سيكتب التاريخ موقف الحكومات الغربية من«هولوكوست غزة».