لليوم الثاني على التوالي، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس، عمليته التدميرية الواسعة في بلدات ومخيمات شمال الضفة الغربية المحتلة، حيث ارتفع عدد الشهداء إلى 17، بينهم قيادي في حركة «الجهاد الإسلامي»، بينما تتواصل الحرب اللا إنسانية على قطاع غزة.

وصباح أمس، أعلن جيش الاحتلال أنه وبتوجيه من جهاز «الشاباك»، تمكن من اغتيال محمد جابر، الملقب «أبوشجاع» في مبنى ملاصق لمسجد في مخيم نورشمس بعد محاصرته رفقة 4 من أفراد «كتيبة طولكرم»، فيما أصيب قائد الكتيبة وأحد مؤسسيها محمد قصاص، ما أدى إلى اعتقاله.

وأكّدت «الجهاد» في بيان «استشهاد الأخ المجاهد محمد جابر (أبوشجاع)، قائد كتيبة طولكرم التابعة لسرايا القدس، وأحد مؤسسيها الأوائل، مع عدد من إخوانه في الكتيبة».

وتابع البيان أن جابر «نجا من العديد من محاولات الاغتيال والاعتقال سابقاً» خلال عمليات عسكرية في مخيمات وقرى فلسطينية في الضفة التي تحتلها الدولة العبرية منذ العام 1967.

ويتهم الاحتلال، جابر بأنه «متورّط في هجمات عدة» وأنه «أمر بإطلاق النار في يونيو الماضي في عملية قتل خلالها إسرائيلي».

وأعلنت «سرايا القدس» في رد فعل سريع تفجير عبوة ناسفة في قوة مشاة وإيقاع إصابات مباشرة فيها على محور المنشية خلف مسجد أبوعبيدة شمال الضفة.

من جانبه، قال المسؤول في بلدية مدينة طولكرم حكيم أبوصفية، إن «نحو نصف سكان المنطقة باتوا محرومين من المياه، وفي مخيم نور شمس لا توجد مياه على الإطلاق»، مضيفاً أن «الدمار هائل».

وأفاد مراسل «سكاي نيوز عربية»، بأن الجيش الإسرائيلي أضرم النار في أحد المنازل بمخيم نور شمس.

وأضاف أن الحريق أدى إلى اندلاع حريق كبير في 10 منازل، بينما منع الاحتلال طواقم الدفاع المدني والإسعاف من الوصول إلى المكان.

وفي فيديوهات متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، يمكن مشاهدة العديد من الجرافات المدرعة تجرف الشوارع في جنين ومخيمها.

كما تسبب دخول الآليات بأعطال في البنى التحتية.

وواصل الإسرائيليون تفتيش سيارات الإسعاف في الشوارع التي خلت من المارة وأمام المستشفى الرئيسي في المدينة، بينما انسحبوا من مخيم الفارعة في طوباس حيث استشهد عدد من الفلسطينيين، الأربعاء.

إلى ذلك، قال مصدر أمني فلسطيني لقناة «سكاي نيوز عربية»، إن مسلحي كتيبة مخيم بلاطة شرق نابلس سلموا أنفسهم للأمن الفلسطيني، لتجنيب المخيم اجتياحاً محتملاً.

وأضاف أنه جرى نقل المسلحين إلى أحد مراكز الأمن للحفاظ على أرواحهم إلى حين تسوية أوضاعهم الأمنية.

وبحسب نادي الأسير الفلسطيني، تم اعتقال 45 شخصاً على الأقل في الضفة.

وبدأت العملية فجر الأربعاء بمداهمات شارك فيها مئات الجنود وبدعم من المروحيات المسيرات وناقلات الجند المدرعة لطولكرم وجنين ومناطق في غور الأردن.

وانقطعت شبكة الاتصالات التابعة لشركة (جوال) بالكامل، وهي واحدة من شركتي الاتصالات الرئيسيتين في غزة والضفة.

«وضع متفجّر»

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في بيان «إلى وقف فوري للعمليات» الإسرائيلية.

وندّد باستخدام الغارات الجوية على أهداف مدنية، معرباً عن أسفه لـ «الخسارات في الأرواح»، و«بينهم أطفال».

وذكرت الأمم المتحدة في بيان «هذه التطورات الخطيرة تغذّي الوضع المتفجّر أصلاً في الأراضي الفلسطينية وتنتقص من السلطة الفلسطينية» التي تتخذ من رام الله في الضفة الغربية مقرّاً.

وفي بروكسيل، حذّر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، من أن «العملية العسكرية الإسرائيلية الواسعة في الضفة الغربية المحتلة يجب ألا تشكل أرضية لتوسيع الحرب من غزة، بما في ذلك الدمار الواسع النطاق».

ووصفت منظمة العفو الدولية في بيان تصعيد القتال في الضفة بأنه مثير للقلق.

وذكرت أن إسرائيل «ملزمة، كقوة احتلال، بحماية المرافق الصحية وحماية الفلسطينيين ومنازلهم وبنيتهم التحتية».

مجازر غزة

في الأثناء، واصل جيش الاحتلال قصف قطاع غزة، حيث استشهد 8 أشخاص في غارة على مدينة غزة شمالاً، و3 في غارة نفذت بمسيّرة في رفح جنوباً.

وأعلنت وزارة الصحة، أمس، أن قوات الاحتلال ارتكبت 4 مجازر خلال الساعات الـ24 الماضية راح ضحيتها 68 شهيداً، و77 مصاباً.

وبذلك يرتفع عدد ضحايا العدوان منذ 7 أكتوبر الماضي، إلى 40602 شهيد، إضافة إلى 93855 جريحاً.

«هدنات إنسانية»

إلى ذلك، وافقت السلطات الإسرائيلية على سلسلة من «الهدنات الإنسانية» يستمر كل منها ثلاثة أيام في وسط وجنوب وشمال قطاع غزة للسماح ببدء حملة للتلقيح ضد شلل الأطفال اعتباراً من الاحد.

وقال ريك بيبركورن، ممثل منظمة الصحة في غزة خلال مؤتمر صحافي عبر الفيديو من الأمم المتحدة، أمس، «ما ناقشناه وتمت الموافقة عليه، هو أن تبدأ الحملة في أول سبتمبر في وسط قطاع غزة لثلاثة أيام، وستكون هناك هدنة إنسانية» لساعات عدة كل يوم (بين 6 صباحاً و3 عصراً)، لافتاً الى أن الإجراء نفسه سيتخذ لاحقاً في جنوب القطاع وشماله.

عائلات أسرى تخترق السياج الحدودي

وسط تصاعد الغضب في الداخل الإسرائيلي من عدم التوصل إلى اتفاق هدنة في قطاع غزة، عمدت عائلات أسرى إلى اجتياز السياج الحدودي والدخول إلى القطاع المُدمر، رافعة لافتات تطالب بإطلاق الأسرى.

وأفادت تقارير بأن العائلات مكثت داخل القطاع نحو 22 دقيقة، ورفعت لافتات تطالب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالتوصل إلى اتفاق، قبل أن تبعدها قوات الجيش.

تمرد جنود

كشفت مصادر إسرائيلية، عن خلافات في الجيش والاستخبارات العسكرية وجهاز «الشاباك»، بعد أن رفض نحو 20 جندياً من لواء مشاة، العودة للقتال في قطاع غزة.وأفادت القناة 12، مساء الأربعاء، بأن الجيش أبلغ نحو 10 جنود بتقديمهم لمحاكمة عسكرية بتهمة رفض الأوامر.

ونقلت إذاعة «كان 11» عن بعض الجنود: «يتعاملون معنا كمجندين جدد، يخيروننا بين المناورة (المشاركة في العمليات العسكرية) أو السجن».وكشفت في تقرير، أن نحو ربع الجنود الذين تجنّدوا في دورة نوفمبر عام 2021، حصلوا على إعفاء وسرحوا من الخدمة العسكرية، لأسباب نفسية أو طبية أو شخصية.وأشارت القناة إلى «شكاوى مماثلة ترد من كتائب ووحدات أخرى تابعة للألوية التي تشارك العمليات البرية داخل قطاع غزة».وذكر التقرير أن «عدداً قليلاً من الجنود المؤهلين بقوا في السرية»، التي يرفض عناصرها العودة للقتال.