كشفت دراسة حديثة أن عقار «سيماغلوتيد» المضاد للسمنة، والمعروف تجارياً باسم «أوزمبيك»، يحتوي على فوائد قلبية وعائية للأشخاص الذين يُعانون من قصور القلب.

وقصور القلب هو ضعف كبير في قدرة العضلة على ضخ الدم إلى الجسم.

وبحسب دورية «لانسيت» الطبية، فإن دراسات سابقة للفريق الذي أجرى الدراسة الحالية، أظهرت أن عقار «سيماغلوتيد» يُمكن أن يمنع النوبات القلبية، وغيرها من الأحداث القلبية الكبرى بين الأشخاص الذين يُعانون من زيادة الوزن المقترن بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة تبلغ نحو 20 في المئة.

وقال المؤلف الرئيسي للدراسة جون دينفيلد، وهو أستاذ في معهد القلب والأوعية الدموية بجامعة لندن، إن التحليل السابق أظهر وجود فوائد للدواء بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن وأمراض القلب والأوعية الدموية «غير أن المخاوف في شأن احتمالية وجود ضرر لحقن سيماغلوتيد بالنسبة للأشخاص الذين يُعانون من نوع من قصور القلب ظلت موجودة»، بحسب «الشرق للأخبار».

وأضاف دينفيلد أن فائدة العقار كانت مماثلة بغض النظر عن نوع قصور القلب، موضحاً: «تجد هذه الدراسة الجديدة أنه في هذه المجموعة، كان أداء الأشخاص المصابين بقصور القلب جيداً مثل الأشخاص غير المصابين في ما يتعلق بالنتائج التي انتهينا من قياسها».

وتابع الباحثون فحوصات لـ 4 آلاف و286 شخصاً لمدة 3 سنوات، من إجمالي 17 ألفاً و 605 أشخاص من تجربة «سيليكت»، وهي أكبر وأطول تجربة سريرية معنية بدراسة أثر تناول الدواء على صحة القلب والأوعية الدموية.

ووجد الباحثون أن «سيماغلوتيد» مرتبط بانخفاض بنسبة 28 في المئة في الأحداث القلبية الضارة الرئيسية بالإضافة إلى انخفاض بنسبة 24 في المئة في الوفيات المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية لهذه المجموعة الفرعية من الأشخاص، الذين يعانون من قصور القلب المسبق، وانخفاض بنسبة 19 في المئة في الوفيات لأي سبب.واكتسب عقار «سيماغلوتيد»، الذي طوّر في الأصل كعلاج لمرض السكري من النوع 2، اهتماماً كبيراً بسبب فعاليته في فقدان الوزن.

ويعمل الدواء كمنشط لمستقبلات الببتيد 1 الشبيهة بالغلوكاغون (GLP-1)، والذي لا يساعد فقط في تنظيم مستويات السكر في الدم، ولكنه يحد أيضاً من الشهية، ما يؤدي إلى انخفاض كبير في الوزن. ومع ذلك، أظهرت الأبحاث الحديثة أن فوائد «سيماغلوتيد» تمتد إلى ما هو أبعد من فقدان الوزن والتحكم في الغلوكوز.

و«السيماغلوتيد» هو المكون النشط في دواء «أوزمبيك» و«ويغوفي» أيضاً، وفي يوليو، وبفضل الأدلة من تجربة «سيليكت» وافقت هيئة تنظيم الأدوية في بريطانيا على دواء «ويغوفي» كعلاج لأولئك الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية، ما يعني أنه يمكن وصفه بشكل خاص.

والآلية الدقيقة التي يعمل بها عقار «سيماغلوتيد» على تقديم الفوائد القلبية الوعائية غير معروفة، ولكنها ربما تشمل التأثيرات الإيجابية للدواء على نسبة السكر في الدم وضغط الدم والالتهابات، فضلاً عن التأثيرات المباشرة على عضلة القلب والأوعية الدموية.