تُوفي، عن 88 عاماً، النجم آلان ديلون، آخر عمالقة السينما الفرنسية وصاحب الشهرة العالمية الواسعة، بعدما طبع أجيالاً بوسامته وأدواره اللامعة على الشاشة، قبل أن ينكفئ في آخر عمره وسط مشكلات عائلية بين أبنائه.

وأصدر أبناء النجم السينمائي الثلاثة بياناً مشتركاً، واضعين خلافاتهم جانباً بعدما كانوا في نزاع قضائي لأشهر بشأن والدهم الذي أضعفه المرض، مطالبين باحترام خصوصيته، في لحظة الحداد المؤلمة.

وفي منشور عبر منصة «إكس»، علّق الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على وفاة ديلون، بالقول «موسيو كلاين أو روكو، لو غيبار أو لو ساموراي، آلان ديلون أدى أدواراً أسطورية، وجعل العالم يحلم. لقد منح وجهه الذي لا يُنسى ليقلب حياتنا رأسا على عقب».

وعبر المنصة نفسها، كتبت وزيرة الثقافة المستقيلة رشيدة داتي «آلان ديلون لم يعد موجوداً. كنّا نعتقد أنه لا يرحل لأنّه عاش حيوات عدة»، معتبرة أنه «يترك بوفاته فرنسا يتيمة من أجمل أدوار على الشاشة».

الظل والنور... ازدواجية جسّدها الممثل طوال حياته وشكّلت الأساس في شخصية ممثل لا يسعى إلى أن يكون محبوباً ولا يتوانى عن الإفصاح بمكامن المرارة والازدراء إزاء سلوكيات الآخرين.

ودأب ديلون على التأكيد بأنه ليس مجرّد مؤدّ للشخصيات، بل ممثل حقيقي «يعيش» أدواره، رغم أنه لم يكن يحلم بالسينما في سن المراهقة.

وبأدواره المختلفة، من سفاح ذي عيون زرقاء في «بلان سولاي» (1960)، إلى قاتل مأجور قليل الكلام في «لو ساموراي» (1967)، مروراً بالميكانيكي السكّير في «نوتريستوار» (1984)، أسر ديلون بنظرته وحركاته جمهور السينما.

وأثار إعجاباً كبيراً لدى المخرجين في السنوات التي عُرفت بالثلاثين المجيدة (1945-1975)، في فرنسا كما في إيطاليا (بينهم كليمان وفيسكونتي وأنطونيوني وملفيل ولوسي).

خاض أولاد ديلون سنة 2024 معارك في ما بينهم عبر الإعلام والقضاء. واتهم الابنان أختهما بالتلاعب بوالدهما الذي كان يُعاني سرطان الغدد الليمفاوية وأصيب بجلطة دماغية عام 2019، وإخفاء حقيقة وضعه الصحي عنهما.