تقوم سفينة «صباح» الراسية في جون الكويت بمراقبة المياه الإقليمية وعملية الصيد داخلها، كما تساهم في ضبط المتجاوزين واتخاذ الاجراءات القانونية بحقهم، حيث أسفرت العمليات البحرية، خلال شهري يونيو ويوليو الماضيين، عن ضبط 68 لنجاً مخالفاً للصيد داخل المياه الاقليمية، وتم اتخاذ الاجراءات القانونية بحق العاملين على تلك اللنجات، حيث تم إبعاد 9 مخالفين.
هذا ما كشفه نائب المدير العام لقطاع الثروة السمكية في الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية مرزوق العازمي، خلال جولة بحرية لـ «الراي»، على متن السفينة «صباح» الأحدث على مستوى العالم في الرقابة البحرية، والتي ترصد مياه الكويت الإقليمية، تخللها زيارة مركز السفينة، بهدف الإطلاع على الخدمات التي تقدمها، كمركز لرصد المخالفين لقوانين الصيد.
وقال العازمي إن «الجولة تأتي بعد بدء موسم صيد الربيان في الأول من أغسطس، ولتفقد العاملين بإدارة الرقابة البحرية، حيث وجدنا ما يثلج الصدر من الانضباط والتفاني في العمل، في ظل الظروف المناخية الصعبة التي تمر بها البلاد حالياً، واستمعنا الى نواقصهم واحتياجاتهم، في جو أخوي بعيد عن الأجواء الرسمية».
تجهيزات بـ 4 ملايين دينار
وعبّر العازمي عن سعادته بسفينة «صباح»، باعتبارها نقطة ارتكاز لرقابة المياه الاقليمية، وكشف المخالفين بفضل العاملين عليها، وأجهزة الرصد والمراقبة التي تحملها والتجهيزات التي تحويها لراحة العاملين عليها، والتي كلفت قرابة 4 ملايين دينار.
36 دورية
وذكر العازمي أن إدارة الرقابة البحرية، تمتلك 36 دورية مختلفة الأحجام، من 26 قدماً إلى 40 قدماً بالاضافة الى السفينة «صباح»، وتعمل في ثلاثة مراكز في عمليات المنطقة الجنوبية في الخيران والمنطقة الوسطى بالسالمية والمنطقة الشمالية في جون الكويت.
وتطرق إلى احتياجات العاملين في الرقابة البحرية، وأهمها بدل الأعمال الشاقة المعطل منذ 2007، وهو حق، لأن كل من يعمل في البحر يستحق الأعمال الشاقة عالمياً، أسوة بزملائه في مؤسسة الموانئ، وكذلك إعادة البدلات التي ألغيت في الفترة الاخيرة، وصرف كادر العاملين في الوظائف البحرية والمستوى الوظيفي وبدل إبحار لمفتشي الأحياء المائية، بالإضافة إلى المطالبة بتأمين القطع البحرية، لتشمل الأضرار والإصابات التي قد يتعرض لها العاملون عليها، خصوصاً أن الهيئة تملك 36 زورقا و6 قوارب صغيرة للخدمات، يعمل عليها 280 فنيا ومفتشاً، وكلهم من أبناء الكويت.
3 مراكز تابعة
وأشار إلى أن الإدارة، تتبعها ثلاثة مراكز، هي: العمليات الشمالية في الدوحة، والعمليات الوسطى في السالمية، والعمليات الجنوبية في الخيران، وهناك نية لافتتاح مركز في ميناء الدوحة وآخر في الخيران.
وأوضح أن الهيئة لديها خطة لتطوير وترميم مراكز الرقابة البحرية والعمل، حيث نعمل على استكمال أوراق إنشاء مركز في ميناء الدوحة، بمساحة 600 متر مربع، بجانب المحاجر النباتية والسمكية هناك، وكذلك مركز في الخيران، كما سيتم بناء مركز السالمية الجديد، بعد أن تم اعتماده من لجنة المناقصات، وستطرح مناقصته قريباً، حيث يعتبر الأحدث عالمياً، ويحتوي على مرسى للدوريات وحجز اللنجات والطراريد المخالفة.
صقل المواهب وحماية الثروة
وقال العازمي إن هناك مجموعة من العاملين بالادارة من ذوي الخبرة يقومون بالتدريب وصقل مواهب القيادة وصيانة القوارب والغوص والسباحة، والعمل على أجهزة الملاحة والإسعافات الأولية والإنقاذ.
ولفت إلى أن من طبيعة عمل الإدارة، تطبيق القوانين البحرية في حماية الثروة السمكية، حسب المرسوم الأميري 46/ 80، على جميع من يقومون بعمليات الصيد داخل المياه الإقليمية الكويتية، وتشديد الرقابة على الأماكن الممنوع الصيد فيها أو في الأوقات التي يمنع بها الصيد، وكذلك مراقبة الصيد الجائر بالشباك أو مخالفة الصيادين غير الملتزمين باشتراطات السلامة أو عدم حمل أوراق ثبوتية شخصية أو للسفينة او الطراد المستخدم أو الصيد دون ترخيص أو بترخيص منتهٍ.
الشؤون الفنية
كما أشار إلى أن لدى الادارة مراقبة الشؤون الفنية، وفيها قسمان، الأول قسم الشؤون الهندسية وهو مختص بالشؤون البحرية كالصيانة والتوريد وصيانة الأجهزة على القوارب والدوريات، والآخر قسم الرقابة، ويختص بمراقبة تداول الأسماك بأحجام وأطوال معينة وإعداد إحصائية بالإنزالات في السوق، والتفتيش على الصيادين والشباك قبل الخروج، وعلى محلات بيع أدوات الصيد والرقابة الساحلية على بعض المسنات المخصصة للنزهة حيث يقوم البعض بحمل شباك مخالفة.
كميات الربيان
وفي شأن موسم الربيان، أشار العازمي إلى أن هناك قرابة 300 لنج مصرح لها بصيده، منذ الأول من أغسطس الجاري، حتى يناير المقبل.
واعتبر أن المصائد في المياه الدولية المحاذية للمياه الاقليمية تبشر بالخير، وان أحجام وكميات مصيد الربيان أفضل من العام الماضي، لافتاً إلى أن مزاد سوق شرق يدخله يومياً قرابة 400 سلة من مختلف الاحجام، وهذا فضل من الله سبحانه، ومن جهود رجال الرقابة البحرية، الذين يعملون في رصد المخالفين أثناء فترة الحظر، للمحافظة على المخزون السمكي.
لا صيد في الجون
وشدد العازمي على أن الصيد ممنوع بتاتاً في جون الكويت، خاصة أن معظم المخالفين من الوافدين، واتخذ مجلس الوزراء قراراً بالتنسيق مع وزارة الداخلية، بتطبيق الإبعاد الاداري لأي وافد يقوم بالصيد في جون الكويت، مشيراً إلى إدخال حوامة بحرية لملاحقة المخالفين في حال هروبهم وتتبعهم على الشواطئ للقبض عليهم، خاصة وأن دورياتنا لا تستطيع الاقتراب من الشاطئ لضحالة المياه في المنطقة.
وأكد أن المنطقة تحت رقابة وسيطرة الادارة بالتعاون مع رجال خفر السواحل، الذين يؤدون عملهم وبتنسيق كامل معنا وتعاون مثمر، لافتاً إلى أن هناك خطاً ساخناً لغرفة عمليات الثروة السمكية هو 22252027، حيث يستقبل البلاغات على مدى 24 ساعة. وحذر الصيادين من الصيد في غير مواسم الصيد، او الصيد في الأماكن المحظورة، مع ضرورة الالتزام بالقوانين وتوفر معدات الامن والسلامة معهم، وذلك لمصلحتهم أولاً وللمحافظة على الثروة السمكية في البلاد، ثانياً.
وذكر أن المخالف يصادر مصيده من الأحياء البحرية ومعدات الصيد، ويحرر محضر مخالفة بحقه، قبل إحالتة إلى جهات التحقيق في وزارة الداخلية، التي تتخذ ما يلزم من إجراءات.
سفينة «صباح»
ذكر قائد السفينة «صباح» الكابتن حمد عبدالرضا بوحمد، أن السفينة أهداها الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، رحمه الله، إلى الهيئة العامة للزراعة في عام 1983 للبحث العلمي، حتى تم انتهاء عمرها الافتراضي وإحالتها للسكراب، بعدها دخلت السفينة الجديدة للخدمة في 2020.
وأوضح أن سفينة «صباح» تم تصميمها من قبل الشركة البريطانية (Camarc)، وهي إحدى الشركات الرائدة على مستوى أوروبا في تصاميم السفن الدورية البحرية للقيام، بالمهام الامنية بكافة أنواعها (SAR)، وتم تصميم الزورق أيضاً خصيصاً للإبحار لفترات طويلة في درجات حرارة الخليج العربي العالية.
الطول 42 متراً
أوضح بوحمد أنه تم تصنيع بدن زورق صباح من الفولاذ، أما البنية العلوية فمن الألومنيوم، ويبلغ طول الزورق الاجمالي 42 متراً، وعرض بطول 7.7 متراً، وغاطس بعمق 2.6 متر، وإزاحة تبلغ 220 طناً.
16 فرداً لتشغيل السفينة
ذكر بوحمد أن تشغيل السفينة يتم بواسطة فريق مكون من 16 فرداً، وبما أن من المتوقع القيام بدوريات بعيدة، فإن أماكن الإقامة للطاقم تتكون من 8 حجرات، للتأكد من أن الطاقم سيكون مرتاحاً قدر الإمكان، حتى خلال فترات الإبحار الطويلة.
الصيد المخالف... استنزاف للبيئة
أكد مدير إدارة الرقابة البحرية سالم الحاي، زيادة عدد المخالفات التي تم تسجيلها وفق ضوابط القانون، الذي يمنع الصيد في الأماكن المحظورة في السنوات الاخيرة، بفضل جهود العاملين بالتدارة، وذكر أن جون الكويت هو أكثر المناطق استهدافاً للصيد بالرغم من منعنا لذلك بالنسبة للصيادين للمحافظة على الثروة السمكية بداخله، مشيراً الى ان بعض الحداقة يستغلون السماح لهم بالصيد، بالالتفاف على القانون والصيد بالشباك أو تشغيل الخدم مادة 20 للصيد، فتجدهم في البحر 24 ساعة، وهذا استنزاف للبيئة.
من مرسى اليخوت إلى «صباح»
بدأت الجولة من مرسى اليخوت في سوق شرق، الساعة 12 ظهراً، على متن زورق تابع للرقابة البحرية، بقيادة الكابتن حامد السلمان، ومساعديه خالد الجمعة، وسعد المدعج، الى سفينة «صباح» المتمركزة في جون الكويت.
وكان في استقبال «الراي»، نائب المدير العام لقطاع الثروة السمكية مرزوق العازمي، وكابتن السفينة حمد عبدالرضا بوحمد، ورجال الرقابة البحرية.
وتفقد الفريق المركز، واستمع الى احتياجات العاملين.
رصد ومتابعة أحد «الحدّاقة»
كان الطقس رطباً والمياه راكدة، وشوهد الكثير من الصيادين، حيث تم إيقاف بعضهم والتحقق من أوراقهم الثبوتية والتصريح بالحداق في الجون. وتابعت عدسة «الراي» عملية رصد وإيقاف أحد الحداقة، للتأكد من صلاحية ترخيص الصيد في الجون. وبعد التأكد من الترخيص والقارب، تم ترك الحدّاق، مع التمنيات له بالتوفيق.
وليمة زبيدي وربيان
انتهت الجولة الساعة 5 مساء، بوليمة أعدها العاملون بالإدارة لنائب المدير العام للهيئة وفريق «الراي» على متن السفينة «صباح»، بإشراف مشرف السفينة حسن بوحمد، حيث شملت الزبيدي والربيان، وتوجت بالفواكه والحلويات... «كثّر الله خيرهم وما قصر بوحمد».
العاملون على سفينة «صباح»
حمد بوحمد (القائد)
موسى عبدالله
عبدالعزيز الشاهين
محمد قاسم
مشاري العنزي
فهد الظفيري
مهدي القلاف
عبدالله الناصر
القسم الهندسي:
محمد المطاوعة
حسين العوض
علي الجعفر
علي تقي
محمود الصايغ
مهدي القريني