المقال السابق كان عنوانه «بدون زعل... حدثني عن البطانة!» جاءني رد من زميل يقول فيه «ليش بدون زعل»...!
كتبت «بدون زعل» وبقصد مني بعد أن طرحت ما يدور في هاجس المجتمع الكويتي بأحد الدواوين، وذكرت أن الحل يبدأ من إزاحة البطانة، ونقل لي البعض استياء بعض الشخصيات من هذا القول وتشبيهه بما قام به بن مروان من قبل.
ما عليه، سأتطرق للمبتهجين المتفائلين بوجود الحلول وقرب تنفيذها وأنا منهم.
أكرر ما قلت سابقاً، الحل يبدأ من إزاحة كل البطانة التي تركت القضايا عالقة منذ عقود مع بحث في الحالة من قبل جهة محايدة... وعادة الحلول «الصح» تبدأ من تطوير التعليم وفهم احتياجات الكويتيين للعيش والرخاء الذي نص على وجوبه المشرع الكويتي.
إنها «الواسطة»... التي دمرت كل شيء!
يقول وير وهوتشينجز في دراسة لهما نشرت عام 2005 إن «الواسطة ظاهرة في الشرق الأوسط وهي مرادفة للمحسوبية أو المحاباة في الغرب وتعرف عند الصينيين بـ... جاونكسي Guanxi».
وللعلم ثقافة المجتمع الصيني مقاربة لثقافة ربعنا في الشرق الأوسط «مكاسر وواسطة» والذي زار الصين يعرف ذلك تماماً.
وقبلها ذكر كانينغهام وسريرة «أن المشاعر المعقدة والمتضاربة المحيطة بالواسطة تتأرجح بين الاختلاف والتباين، وكثيراً ما ينكر أهل الشرق الأوسط تأثير الواسطة الشفاعية مع ممارستهم لها بانتظام».
وفي إحدى الجلسات مع شخصية كبيرة ذكر لي «بوعبدالله الواسطة باتت ثقافة عندنا صعب وقفها»!
لذلك، ان الشفافية في الكم والنوع عند عرض الحلول مطلب مهم لمعرفة «أين نحن ذاهبون»!
نسمع عن الحلول ،وكثير من الدراسات انتهت من دون أن نعرف لماذا لم تطبق؟
يغلب على أحبتنا المزاجية «حسب المصلحة»، وهي أهم الأسباب في تأخر تنفيذ الحلول وما آلت إليه الدراسات.
وحسب ما أرى أن الغالبية تجمع على ان مكافحة الفساد طرقها معلومة وسبلها معروفة ولا يجب أن تدخل الواسطة فيها ولا الاستثناء.
هناك تباين كبير بين مفهوم الإنجاز وأولوياته... البعض يرى ما لا ترى، وأعتقد أن للبطانة دوراً في تأخر الإصلاح الذي يبدأ من تحسين مستوى المعيشة وتطوير التعليم.
الزبدة:
إن الإنجاز الحقيقي يبدأ من «إدارة التغيير» و«مكافحة الفساد» و«القضاء على الواسطة»... فمن يقوم عليها؟ (هنا السؤال).
أي كان سبب استمرارنا لممارسة الواسطة أو المحسوبية... فهي أساس الحديث عن الإصلاح المراد بلوغه!
إنها رؤية متكاملة تحتاج إلى «أهل الشرف» الذي أوصى البصري عمر بن عبدالعزيز الاستعانة بهم... ونقطة الارتكاز هي «الأمانة»... الله المستعان.
terki.alazmi@gmail.com
Twitter: @TerkiALazmi