يشهد ساحل النادي البحري الرياضي الكويتي في الساعة الخامسة والنصف مساء اليوم الخميس، اختتام فعاليات رحلة إحياء ذكرى الغوص الثالثة والثلاثين، التي نظمتها لجنة التراث البحري في النادي تحـت رعايـة سـمو أمير البلاد الشـيخ مشعل الأحمد الجابـر الصـباح في الفترة من 10 إلى 15 أغسطس الجاري، بمشاركة ما لا يقل عن 150 شاباً موزعين بين النواخذة والمجدمية والبحارة، ومن خلال استخدام 4 سفن غوص مهداة من سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد.
ووجه النادي الدعوة للجمهور ومحبي التراث لحضور مراسم «قفال» الغواصين، التي ستجرى وسط احتفال شعبي كبير ينقله تلفزيون الكويت على الهواء مباشرة، وبحضور الرئيس الفخري للنادي الشيخ مبارك العبدالله الصباح، حيث تبدأ المراسم من خلال عودة جميع سفن الغوص إلى ساحل النادي، وعقب وصول السفن تباعاً يترجل النواخذة والبحرية منها حاملين عدتهم ومحصولهم من المحار في الوقت الذي يكون فيه الأهالي باستقبالهم على الشاطئ، ثم التوجه إلى الأماكن المخصصة لهم مقابل منصة الشرف حسب تقسيمة مجموعاتهم (يزواتهم)، لتبدأ بعد ذلك عملية عرض محصول المحار، ومن ثم عملية فتح المحار أو ما يسمى بـ «الفلاق»، في الوقت الذي تشارك فيه فرقة النادي للفنون البحرية بتقديم بعض عروض الفنون البحرية إلى أن تنتهي عملية «الفلاق»، لعرض حصيلة اللؤلؤ، فيما ستختتم مراسم «القفال» باصطفاف كافة المشاركين في الرحلة أمام منصة الشرف، لتبدأ مراسم إنزال علم الكويت من قبل مجموعة من الغاصة، إيذاناً بانتهاء موسم الغوص.
وكانت رحلة الغوص قد بدأت صباح يوم السبت الماضي من خلال مراسم «الدشة» واشتملت على الاحتفال برفع علم الكويت إيذاناً ببدء موسم الغوص وتقديم بعض الفنون البحرية ومن ثم مغادرة سفن الغوص ساحل النادي متوجهة إلى «هيرات» منطقة الخيران وهي الأماكن الذي يكثر فيها وجود المحار لتمارس هناك عملية الغوص الفعلي وبنفس الأسلوب والطريقة التقليدية القديمة التي كان يمارسها الرعيل الأول.
من جانبه، أشار رئيس النادي اللواء فهد الفهد أن الغاية من رحلة الغوص غير معنية بجمع المحار والبحث عن اللؤلو بقدر أهمية التمسك بهذا التراث وترجمة كافة التوجيهات السامية في التأكيد على أهمية المحافظة على التراث، وفي تعزيز ارتباط أبناء الجيل الحاضر والشباب بتراث هذا الوطن العزيز وبماضيه واستلهام العبر والمعاني من تضحيات الآباء والأجداد من الرعيل الأول.
وأعرب عن اعتزاز النادي الكبير بشرف الرعاية السنوية من قبل سمو أمير البلاد لرحلة الغوص وبجهود شباب الغوص وأهاليهم مشيداً في الوقت نفسه بجهود القائمين على لجنة التراث البحري في النادي لتهيئة الشباب وتدريبهم على تحمل الصعاب والظروف المناخية والبحرية الصعبة وغرس الخصال الطيبة في نفوسهم من خلال تعلم الصبر والانضباطية في السلوك والاعتماد على النفس وفي احترام من هم أكبر سناً منهم.