في ظل سباق بين الدبلوماسية والتصعيد، وعشية جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة في الدوحة، اليوم، رفض المرشد الأعلى في إيران السيد علي خامنئي، التراجع أمام «الحرب النفسية» في المجال العسكري لـ«الأعداء»، في إشارة ضمنية إلى إرسال الولايات المتحدة قوة «ردع» إلى المنطقة.

وفي ظل تقديرات إسرائيلية، بأن إيران قد تشن هجوماً وشيكاً خلال ساعات، ولن تنتظر انتهاء محادثات الدوحة، التي تستمر لأيام، اعتبر الرئيس جو بايدن أن التوصل إلى «اتفاق هدنة»، قد يدفع طهران للامتناع عن الرد على اغتيال إسماعيل هنية، في وقت وافقت إدارته، على صفقات أسلحة جديدة بقيمة تتجاوز 20 مليار دولار، لإسرائيل.

وقال بايدن للصحافيين ليل الثلاثاء، خلال سؤاله ما إذا كانت هدنة بين إسرائيل و«حماس» قد تحول دون وقوع الهجوم الإيراني، «هذا ما أتوقعه».

وأكد أنه «لن يستسلم» في وقت «تتكثف» المفاوضات لتحقيق هذا الهدف.

وفي إطار التزامها أمن إسرائيل، ومساعدتها «على تطوير قدرة قوية وجاهزة للدفاع عن النفس والحفاظ عليها»، أعلنت وزارة الخارجية في رسالة وجّهتها للكونغرس، الثلاثاء، أنها وافقت على بيع 50 مقاتلة «إف - 15» لإسرائيل بقيمة 18,82 مليار دولار، إضافة إلى نحو 33 ألفاً من ذخائر الدبابات و50 ألفاً من ذخائر الهاون المتفجرة وشاحنات عسكرية.

وقال أحد الخبراء، إن بعض عمليات التسليم قد يتم قبل عام 2026.

محادثات الدوحة

وبينما تبث الولايات المتحدة أنباء متفائلة بحذر إزاء مفاوضات الدوحة، يسود شبه إجماع في تل أبيب على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، سيجهض أي محاولة للوصول إلى اتفاق.

يأتي ذلك في وقت تعتزم الإدارة الأميركية تقديم مقترح جديد، في ظل توقعات بعدم التوصل إلى تفاهمات بين الجانبين حول المقترح المطروح حالياً، خلال «قمة الدوحة»، والتي تشارك فيها إسرائيل والوسطاء الأميركيون والقطريون والمصريون، وتطلق عليها تسمية «قمة الفرصة الأخيرة».

وأشارت مصادر إسرائيلية إلى أن نتنياهو يواصل طرح شروط جديدة، وآخرها ترحيل جميع قادة الصف الأول والثاني والثالث في «حماس». وبحسب مصادر سياسية، فإن وزير الخارجية أنتوني بلينكن، الذي تباحث هاتفياً أمس، مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن، حول مستجدات الوساطة، قرر تأجيل مشاركته في المفاوضات ليس فقط بسبب ضبابية القرار الإيراني بشأن الانتقام لاغتيال هنية وحسب، بل أيضاً لأنه أدرك أن نتنياهو لم يغيّر موقفه بشكل حقيقي.

من جانبه، أكد مصدر في «حماس» أن الحركة «ستراقب وتتابع سير جولة التفاوض وهل مسار المفاوضات جدي من جانب الاحتلال ومجد لتنفيذ الاقتراح الأخير أم أنه استمرار للمماطلة التي يتبعها نتنياهو».

وأمس، أكدت مصر والإمارات والسعودية وتركيا، ضرورة تنسيق الجهود وتكثيفها من أجل احتواء التوتر الإقليمي الراهن والحيلولة دون خروج الأوضاع عن السيطرة بشكل يزيد من حالة عدم الاستقرار والانفلات في المنطقة.

كما ناقش وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، مع نظيره البريطاني ديفيد لامي، في لندن، المستجدات الإقليمية والدولية، وفي مقدمها الأوضاع في غزة.

خامنئي

وفي طهران، قال خامنئي إن «هدف العدو من الحرب النفسية في المجال العسكري هو إثارة الخوف والتراجع».

وأضاف أن «التراجع غير التكتيكي في أي مجال سواء كان عسكرياً أو سياسياً أو دعائياً أو اقتصادياً، يجلب غضب الله».

ونقل موقع «خامنئي» الرسمي قوله في لقاء مجموعة من المسؤولين الإيرانيين، أن إيران «وقفت في وجه هذه الحرب وأفشلتها».