لم يُخفِ المخرج البحريني محمد القفاص استياءه مما آلت إليه الدراما التلفزيونية في الخليج حالياً، مشيراً إلى أن معظم الأفكار المطروحة مستهلكة، «حتى أصبحت درامتنا باهتة، وفاقدة للقيمة والمضمون».

وأضاف القفاص في دردشة مع «الراي»، قائلاً: «على الكتّاب أن يبحثوا عن الفكرة البسيطة والواقعية وعدم الرجوع إلى الوراء بأفكار مستهلكة وبالية، فلا يُعيبنا إذا اطلعنا على تجارب الآخرين، واستفدنا منها لنفجّر شيئاً جديداً في الساحة الخليجية».

ومضى يقول: «كذلك، على وزارات الإعلام في دول الخليج أن تساعدنا في وضع رقيب تكون لديه علاقة في الفن، من أجل الدفع بالدراما إلى الأمام، وإلغاء أي مسلسل لا يحمل فكراً جديداً، وألا يقتصر المنع على المحظورات فقط».

وتطرق في معرض حديثه عن تدني مستوى الدراما الخليجية إلى استحالة الخوض في التجربة الإنتاجية، بسبب ما وصفه بـ«الاحتكار وعدم السماح لدخول منتجين جدد في المشهد الفني».

كما انتقد القفاص بعض النقّاد الفنيين لعدم الموضوعية والحيادية في ما يتناولونه، «فهناك من لا يمتلك سوى مصطلحات ثابتة، يقوم بتكرارها في كل مرة، ولا يتغير فيها عدا المسلسل والممثلين، ولو أخذنا هذا النقد وقمنا بعجنه وتحليله لوجدنا أنه فارغ من كل شيء هادف وبناء».

«اسم موقت»

من جهة أخرى، كشف القفاص عن ملامح مسلسله الجديد «أبو البنات» الذي قال إنه اسم موقت وسيتم تغييره قريباً، وهو من تأليف الكاتب محمد النشمي، ومقرر تصويره خلال شهر سبتمبر المقبل في الكويت، موضحاً أن العمل قريب من الأسرة الخليجية، ويدور حول دراما تحمل المشاكل والحلول، من خلال أب لديه أسراره الخاصة مع أسرته التي يزيد فيها عدد البنات على الأولاد، ولكل واحد منهم خط درامي يكون هو البطل فيه.

وتابع «اعتدت في كل أعمالي على تسخير البطولة الجماعية عوضاً عن البطل الأوحد، وأحب دائماً الشغل مع فريق عمل جديد ومختلف من أجل الظهور برؤى مُغايرة. وفي هذا العمل، هنالك شخصيات تعرفونها منذ سنوات طوال، ولكنكم ستروها كما لو أنها المرة الأولى».

وألمح إلى أن العمل يستند إلى 4 ركائز أساسية، أولاها خبرة واسم الفنان إبراهيم الحربي «الذي ألتقي به للمرة الأولى في مسلسل درامي، وسوف تشاهدونه بظهور مُغاير عما رأيتموه من قبل».

وزاد: «أما الركيزة الثانية، فهي الفنانة شيماء علي، التي أشعر بأنها لا تركض خلف الأضواء، بعدما أصبح البيت بالنسبة إليها هو الأساس وليس الفن، كما أشعر بأنها تمتلك المزيد من الطاقات الفنية التي لم تُستغل، ولذلك ستكون مختلفة في هذا العمل».

واسترسل «أيضاً تعد الفنانة هبة الدري الركيزة الثالثة وأتوقع لها مستقبلا باهرا خلال السنوات العشرة المقبلة، لتنضم إلى كبار الفنانات في الخليج، مثل سعاد عبدالله وحياة الفهد وإلهام الفضالة وهدى حسين، بالإضافة إلى الركيزة الرابعة الفنانة فتات سلطان التي أحب فيها المفردة الكويتية العتيقة وطريقتها في الكلام، وبلا شك فإنني سأحرص على الاستفادة من مفرداتها وحضورها الجميل». كما أشاد ببقية الفنانين الشباب المشاركين، ومنهم نور محمود وصمود المؤمن وشوق الهادي وكوثر البلوشي.

وحول تعاونه مع الكاتب محمد النشمي، ردّ القفاص: «هو كاتب جديد عليّ، ولكنه مجتهد وله بصمة وروح في كتاباته، وقد أثبت حضوره في الساحة الفنية عبر ما قدمه من مسلسلات لاقت مشاهدة من الجمهور، وأنا أحرص دوماً على التعاون مع كتّاب مختلفين، حتى لا ندور في حلقة مفرغة، إذ يدفعني الفضول دوماً لصناعة الرؤية الموحدة و(الثيمة) في العمل الدرامي».

«إخفاق درامي»

حمّل القفاص بعض الفنانين الكبار مسؤولية ما اعتبره «الإخفاق الدرامي»، «لا سيما وأن أعمالهم في السابق كانت تلقى النجاح المدوي، وتتكامل فيها أضلع العمل الفني بشكلٍ متوازن، لكننا اليوم لا نجد لديهم تلك الروح الإبداعية والوجوه المتجددة، وهو ما أسهم في زيادة الإخفاق الدرامي».