عرف عن جمهور كرة القدم الإنكليزي كثرة مشاجراته أينما حل خارج بريطانيا، حتى إن معظم الدول التي تستضيف البطولات العالمية المشارك بها المنتخب البريطاني تستعد لهذه المشاجرات وتبدأ بإغلاق الحانات القريبة من أماكن الحدث الرياضي، في محاولة لمنع الجمهور الثمل من حضور المباريات من أجل تقليل فرص المشاجرات التي عادة ما تنتهي بتكسير الممتلكات بالإضافة لإصابات بشرية متعددة.

كل ما سبق يختص بالجمهور الإنكليزي. لكن الملاحظ وبسبب الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي وسهولة التصوير، أن عدوى المشاغبات والمشاجرات قد امتدت لبعض الشباب المتواجد خارج البلد للسياحة وخصوصاً الصغار منهم الذين لم يتعدوا الـ 20 عاماً.

فمع غياب الرقابة الأسرية استفحلت المشاجرات والتعدي اللفظي والجسدي بين بعضهم البعض، وبينهم وبين أهل البلد، وأيضاً الزائرين لهذا البلد لم يسلموا من الأذى!

إن ما يحدث يجب أن يدق جرس الإنذار داخل مجتمعنا خصوصاً أن هؤلاء الغالبية منهم هم طلبة مدارس وجامعات ومعاهد، ويبدو أن كثيراً من المشاجرات قد حدثت داخل الحانات أو بسبب المسكرات.

ولنتذكر جيداً أن غياب الرقابة الأسرية إذا اجتمعت مع رفقاء السوء والمسكرات، فإن النتيجة انفلات اخلاقي.

إن الحل بالمنع هو أسهل الحلول وأسرعها، لكنه أثبت محدودية تأثيره وبالكثير من الأحيان أثبت فشله باحتواء المشكلة المطلوب حلها أو الظاهرة المطلوب القضاء عليها.

إن اردنا أن نرتقي بالمجتمع فيجب أن ينصب اهتمامنا على الأسرة التي هي نواة المجتمع. ولكي نرتقي بالأسرة فعلينا العمل على تطوير مناهجنا الدراسية ورفع مستوى من يقوم بالتدريس.

إن طريقة التلقين أثبتت فشلها ويجب أن نمتلك الرؤية الواضحة القادرة على التطوير بعيداً عن نظرة المصالح الشخصية والحزبية والمذهبية والطائفية.

إن ما حصل يجب أن يكون دافع لنا جميعاً لحل المشكلة من جذورها.