باتت الأرباح والتوزيعات الفصلية للبنوك والشركات عن النصف الأول من 2024، محط أنظار المستثمرين في بورصة الكويت، أفراداً وشركات ومؤسسات وصناديق ومحافظ محلية وأجنبية.

وأصبح ما تعتمده مجالس إدارات الكيانات التشغيلية من توزيعات، بمثابة وقود حقيقي يحدّد مسار السيولة نحو الأسهم المدرجة، حيث يشجع أصحاب رؤوس الأموال على استغلال الفرص وتحقيق عوائد مجزية خلال أيام، ووفقاً لضوابط الاستحقاقات المطبقة.

ويجسد الاهتمام بأسهم التوزيعات، الفصلية أو السنوية التي تقرها الشركات لمساهميها، توجهات الجانب الأكبر من الأموال المتداولة في البورصة، ويتضح ذلك من كثافة الشراء والتداول على أسهم بعض البنوك التي أعلنت رسمياً عن توزيعات نقدية مثل «الوطني» و«بيتك» و«التجاري»، إلى جانب شركات أخرى مدرجة.

رؤوس الأموال

وإن كانت تلك التوزيعات تمثل حافزاً لأصحاب المحافظ و رؤوس الأموال لاقتناء الفرص واستغلال المتاح من الأسهم التشغيلية، وبالتالي تدعيم المراكز الاستثمارية، تبقى الأرباح المحققة عن كل فترة هي من تُشكل طبيعة اهتمام المتداولين بتلك الأسهم.

ووفقاً لإفصاحات 7 بنوك مدرجة هي (الوطني وبيتك والخليج والتجاري والأهلي وبوبيان وkib)، يتضح أن إجمالي ما أعلنت عنه من أرباح للنصف الأول بلغ 815.2 مليون دينار تقريباً، بنمو 3.86 في المئة عن الفترة المقابلة من العام الماضي الذي حققت خلالها أرباحاً بـ 784.9 مليون دينار.

أسباب التركيز

ولعل تركيز المستثمرين في البورصة على أسهم التوزيعات الفصلية والسنوية التي تقرها بعض البنوك والشركات يرجع لمجموعة من الأسباب أبرزها على سبيل المثال:

- العائد المضمون: توفر أسهم التوزيعات الفصلية والسنوية للبنوك والشركات المدرجة دخلاً مضموناً للمستثمرين حيث تنظمها معايير الاستحقاقات المتبعة، الأمر الذي من شأنه أن يعزز من استقرار العائد على الاستثمار.

- الاستقرار المالي: لا يخفى أن قدرة الشركات والبنوك على توزيع الأرباح بانتظام ما هو إلا انعكاس لاستقرارها المالي ومتانة مركزها، حيث تمثل عاملاً رئيسياً في جذب المستثمرين الذين يبحثون عن استثمارات آمنة.

- تقليل المخاطر: تعتبر أسهم التوزيعات أقل مخاطرة مقارنة بالأسهم التي لا توزع أرباحاً بانتظام، حيث يضمن المستثمرون جزءاً من العائد بصرف النظر عن تقلبات أسعار الأسهم التي قد تتأثر بأي تطورات محيطة.

- الاستثمارات الطويلة الأجل: من الطبيعي أن يفضل بعض المستثمرين الاستثمار في أسهم تمنحهم توزيعات دورية تتحقق من خلالها عوائد جيدة على المدى الطويل، ما يزيد من استقرار معدلات السيولة في السوق.

- تحقيق الأرباح: يبحث المستثمرون والمتداولون في بورصة الكويت عن تحقيق أرباح نقدية بصفة دورية، الأمر الذي يجعل من أسهم التوزيعات خياراً مناسباً لتوظيف أموالهم عبر الشراء المنظم والمعتدل بعيداً عن المضاربات العشوائية.

- السيولة العالية: غالباً ما تكون أسهم الشركات والبنوك الكُبرى التي توزع أرباحاً بانتظام ذات سيولة ومعدلات تداول عالية، ما يسهل على المستثمرين الدخول والخروج من هذه الأسهم من دون تأثير كبير على الأسعار.

- التوقعات المستقبلية: إن الشركات التي تستطيع توزيع أرباح على مساهميها بشكل منتظم غالباً ما تكون لديها توقعات مستقبلية مستقرة وموثوقة، الأمر الذي يزيد من جاذبيتها.

- استثمار التوزيعات: تهتم شريحة من المستثمرين بإعادة استثمار عوائد التوزيعات النقدية في نفس الأسهم، ما يعظم من مراكزهم ويعزز من قوتهم الشرائية وزيادة العائد التراكمي على الاستثمار.

- التنويع الاستثماري: تساهم أسهم التوزيعات في تنويع محفظة المستثمرين، حيث توفر مصدر دخل منتظم بالإضافة إلى فرص النمو الرأسمالي.

- السياسات النقدية: في فترات السياسات النقدية التيسيرية وانخفاض أسعار الفائدة، يميل المستثمرون إلى البحث عن عوائد أعلى من خلال أسهم التوزيعات التي توفر عائدات نقدية تفوق العائدات من الودائع البنكية.

- ثقة المتعاملين: التوزيعات الدورية تزيد من ثقة المستثمرين والمتعاملين في السوق بقدرة الشركة على تحقيق أرباح مستدامة، ما يزيد الاهتمام بها.

- مرونة التخطيط: تتيح التوزيعات النقدية للمستثمرين مرونة أكبر في تخطيطهم المالي، حيث يمكنهم استخدام العائدات النقدية لتلبية احتياجاتهم الشخصية أو لإعادة استثمارها في مجالات أخرى.

- الشفافية والمصداقية: إن الشركات التي تقوم بتوزيع أرباح بشكل دوري غالباً ما تكون شفافة في عملياتها وتتمتع بمصداقية عالية، ما يجعلها أكثر جذباً لأصحاب رؤوس الأموال من الأفراد والمحافظ والشركات والمؤسسات والصناديق المحلية والخارجية على حد سواء.

- صورة الشركة: التزام الشركة بتوزيع أرباح بانتظام يعزز بطيعية الحال من مكانتها و سمعتها في السوق بل ويجعلها دائماً تحت مجهر المتابعة الاستثمارية من قبل المستثمرين.

استهداف كيانات مرموقة

تدرك الشركات التشغيلية أن توجه السيولة اليوم، ما عاد يستهدف شركات ليس لديها القدرة على الاستمرارية ومنح العوائد، بل يستشرف بلوغ الكيانات المرموقة القادرة على إفادة حَمَلة أسهمها سواء من خلال التوزيعات التي تقرّها لهم أو عبر مشاريع واستثمارات تكون لها انعكاسات على أسعار أسهمها المتداولة في السوق او كلاهما معاً.