أصبحت مهمة دحض الإشاعات المغرضة شغلاً شاغلاً للحكومة.

قال الله عز وجل «يأيها الذين آمنوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ...»، نزلت هذه الآية واضحة وضوح الشمس في القرآن الكريم. (الحُجرات 6)

كثرت الإشاعات على وسائل التواصل الاجتماعي، ومن السهل أن تهدم وتقتل إنساناً قتلاً معنوياً بإطلاق إشاعة ظالمة بحقه، وويل للظالمين وما أكثرهم في هذا الزمن، ويأتي أحدهم وينتقد مسارات معينة بأنها ظالمة، وتجد هذا الفرد أكثر ظُلماً وافتراءً على الآخرين، ويتشدق بالعدالة وبالأخلاق الحميدة وهو الذي يلمز هذا ويطعن في ذاك في مجالسه أو في وسائل التواصل الاجتماعي، ويستهزئ ويشمت وأحياناً يشتم، ومن ثم يأتي ليحاضر عن الأخلاق الحميدة والعدالة.

هذا هو الرويبضة، الذي يدلي بدلوه في كل شأن بشكل مسموم، الله عز وجل هو العادل الحق، وخلق الإنسان في هذه الدنيا لعبادته، وسيأتي يوم الحساب وقد امتلأت صحيفته بالسيئات.

ويتأتى الظلم أحياناً عبر القتل المعنوي للشخصية، خصوصاً عندما ترمي تهمك وظلمك على من لا يستحق وأنت تعلم في قرارة نفسك بأنك ظالم وتحاول أن تظهر بمظهر الناصح الأمين، ومن بعدها يتذمر الناس من صعوبة الحياة والأمراض وتقلبات الدهر، الحسنة تخص والسيئة تعم. المسلم من سَلِم المسلمون من لسانه ويده، ولا ننسى بأن عدل وقصاص رب السماوات عز وجل يأتي بغتة فينصف المظلوم ويقتص من ذلك الظالم الذي يتستر خلف ثياب الناصح الذي يسعى لإحقاق الحق، والحق منه بريء.

لنحذر من حصاد ألسنتنا والطعن في الأبرياء فإنّ لهم (حوبة) ولا يعتقد إنسان أنه يخدع الجميع فعين الله تراه... دمتم بخير.

jaberalhajri8@