في ليلة التاسع من شهر محرم، استقبلت الحسينيات روّادها، حيث استذكر خطباء المنابر مآثر آل البيت، وما مرّوا به من أحداث، مستلهمين العِبر لتوجيه الشباب في ما يصلح اتجاهاتهم السلوكية والأخلاقية بالتعامل في ما بينهم، وما يتطلبه التعايش السليم في المجتمع.

فقد قال خطيب الحسينية العباسية المرجع الديني الشيخ الدكتور فاضل المالكي، في محاضرة بعنوان «أزمة الشباب وحلولها» إن «الفتوة في الكتاب والسنة هي عبارة عن ملكة جامعة لجملة من الفضائل والمناقب ومكارم الأخلاق، وفي رأسها يأتي رجحان العقل والشهامة والإنسانية، وهذا ما بعث به محمد، صلى الله عليه وآله وسلم من مكارم الأخلاق».

وأضاف المالكي أن «الفتوة في هذا المعنى الجامع تأتي بمعنى كل ما جاء به الإسلام، وطلب من المكلف أن يكون على خلق رفيع في سيرته وفي كل مناحي حياته، وتتأكد هذه الصفة في الشباب، باعتبار أن فترة الشباب هي أخطر فترة يمر بها الإنسان في حياته»، لافتاً إلى أن «الشاب المؤمن أفضل، لأنه يمر بعملية جهاد النفس، ولذلك هو يبذل جهداً عظيماً للوصول إلى تزكية النفس».

وأضاف ان «الله حمّل الإنسان رسالة عظيمة، عرضت على السماوات والأرض والجبال فأبَيْنَ أن يحملنها، وأشفقن منها وحملها الإنسان، ومن هنا جعله الله خليفته في أرضه»، مشيراً إلى أن «تزكية النفس لا تأتي إلا من خلال توافر لوازمها، فالشباب يمثلون امتداد الأجيال وأمل البشرية، ولهذا الشريعة الإسلامية وظّفت كل شيء من أجل خدمة الشباب وتأمين مستقبلهم وتجنبيهم كل ما يضر بحاضرهم أو مستقبلهم».

وتابع «هناك تحديات تواجه الشباب، فالأزمات التي تواجههم على أنواع، وعلى رأسها الأزمة الفكرية»، مطالباً الشباب بأن يقتدوا بالسيرة وأن ينتهجوا طريق مكارم الأخلاق للوصول إلى تزكية النفس.

بدوره، ذكر خطيب حسينية قمر بني هاشم، الشيخ علي مكي، شذرات من سيرة علي الأكبر ابن الإمام الحسين وقصة استشهاده.