اتجهت المجالس الحسينية في ليالي عاشوراء، إلى تكثيف الدروس العلمية لروادها في هذا العام، مع ذكر الأحداث التي مرت بسيد الشهداء، حيث أخذ الجانب العلمي مساحة كبيرة من المجالس الحسينية لتوعية الشباب بأهمية سلوك الاتجاه الصحيح في فهم الدين ومعالجة القضايا الفكرية والسلوكية.

ففي الليلة الرابعة من ليالي عاشوراء، سلّط عدد من خطباء المجالس الضوء على أهمية البناء الفكري العقدي السليم للشاب المسلم ليتمكن من التعايش السلمي في مجتمعه.

فقد قال خطيب الحسينية العباسية المرجع الديني سماحة الشيخ الدكتور فاضل المالكي، في محاضرة بعنوان «واعتصموا بحبلِ الله جميعاً ولا تفرقوا»، إن «من أهم الموضوعات التي أولتها الشريعة الإسلامية عناية فائقة مسألة وحدة الأمة. فمن أهم وأخطر العوامل التي تجمع الأمة أو تفرقها هو العامل الفكري أيا كان شكله، وبالأخص الفكر الديني، لأنه يكتسب قدسية خاصة، وبالتالي فهو بقدر ما هو محترم فهو خطير. والإنسان إذا تحمس إلى فكرة قدسية، فهي قطعاً متعلقة بالدنيا والآخرة ويكون حماسه أكبر والخطأ فيها فادحاً جداً».

بدوره، قال خطيب حسينية سيد الشهداء الشيخ حسين المطوع: «عندما يقوم الشرع في بناء شخصية المؤمن يقوم ببنائها في ثلاثة اتجاهات متوازية، فلا يخل اتجاه بالاتجاه الآخر، وهي تتحرك حركة واحدة»، مبيناً أن «أي اختلال في حركة اتجاه من هذه الاتجاهات الثلاثة يكون نذير خطر وهذه الاتجاهات الثلاثة هي الاتجاه العقائدي والاتجاه العبادي والاتجاه السلوكي».

وأضاف المطوع أن «المعنى من ذلك أن الإنسان كلما زادت معرفته زادت عبادته، والشرع دائماً يهتم بالكيف أكثر من الكم في العبادة، ولكن من رسخت عقيدته بالكم عمل أكثر رغم أن العمل بالكيف عمل أجره عظيم»، مبيناً أن الإنسان إذا قويت عقيدته قويت معها عبادته وقوي معها سلوكه وأخلاقه.

وبيّن أن«أخلاق المؤمن يجب أن تكون في أعلى المراتب، ويجب أن تنعكس على علاقته بالمؤمنين وتزيد علاقتهم بعضهم ببعض. فالشرع حرص على أن تكون علاقة المؤمنين في ما بينهم قوية ومترابطة، ويجب موالاة المُؤمن للمؤمنين».