تواصلت الدروس العلمية في المجالس الحسينية في ليلتها الثالثة، لإحياء ليالي شهر محرم بحضور واسع من روادها، ومشاركة فاعلة من المشايخ الذين استضافتهم لإحياء هذه المجالس، وتوعية الشباب بأهمية الدروس العلمية والمواعظ في إصلاح الذات.

وشهدت الليلة الثالثة تفاعلاً كبيراً من الرواد في حضور الفعاليات، وإقبالاً كبيراً على حملات التبرع بالدم التي أُقيمت في عدد من الحسينيات ضمن العديد من الفعاليات على هامش مجالسها العامة، لخدمة الشباب والفتيات وتوجيههم في ما ينفعهم في الحياة العامة.

وتطرق خطباء المجالس إلى المسائل العقائدية والعلمية والفقهية، واستعرضوا فضائل آل بيت النبي محمد، صلى الله عليه وآله وسلم، وسيرة الإمام الحسين عليه السلام، وشذرات من مراحل ثورته الحسينية في كربلاء ومراحلها.

وشدّد خطيب حسينية المشموم الرضوية الشيخ ربيع السكيني على أهمية التوكل على الله، فيجب على المؤمن أن يتوكل على الله ويفوّض أمره إليه، مبيناً أن من دعائم الإيمان بالله عزوجل التوكل عليه، فإذا عزمتَ فتوكل على الله.

ولفت السكيني إلى أن «من أعجب العلوم علوم محمد وآل محمد عليهم السلام، فالله سبحانه له القدرة المطلقة وقدرته تسير وفقاً لحكمته، وما خلق شيئاً في الوجود إلّا لحِكمة هو يعلمها، وعليه فعلينا أن نستخدم قدرتنا وسلامتنا في طاعة الله ومرضاته. وعلى الإنسان ألا يصرف قدرته وطاقته في الحرام وفي معصية الله، وعلينا أن نستخدم قدرتنا في مرضاة الله، كما ورد في الروايات عن الامام علي فقد كانت لديه قدرة وقوة ولم يستخدمها إلا في طاعة الله، وعلى الإنسان أن يستخدم جاهه في قضاء حوائج الناس وإدخال السرور عليهم».

بدوره، قال خطيب الحسينية الكاظمية (البكاي) الشيخ عبدالله أبل، إن «المسلمين يستقون معارفهم الدينية من المصدر الأول للتشريع وهو القرآن الكريم، ولكن نحن نحتاج إلى مصدر آخر مكمل للقرآن نأخذ منه معارفنا الدينية. ولابد من السُنّة كونها المصدر الثاني للتشريع، ومن الضروري وجود السنة مع القرآن الكريم، مع بيان كيف حفظت السنة وكيف يتم التعامل مع السنة المطهرة».

ولفت أبل إلى أن «معاني القرآن عالية جداً، واللغة لا تحيط بها، لذلك استخدمت في القرآن الكنايات وغيرها، ونحتاج إلى أهل العلم لبيان ذلك. فلا ريب أن القرآن الكريم كتاب هداية وكل ما يحتاجه الفرد والمجتمع من أجل الرقي والتكامل والاهتداء إلى الوصول إلى الله، فالقرآن الكريم يعطيك إياه».

وفي حسينية قمر بني هاشم، ارتقى المنبر الشيخ علي مكي، وتطرق إلى العديد من المواضيع، كان من ضمنها حدث من أحداث الفترة المكية من النهضة الحسينية.