الرد الشافي على من تحلطم وتبرطم

يقول الفنان الهضبة عمرو دياب «قمرين دول والا عينين»، نقتبس ونقول: «خبرين دول أو إشاعتين»، خبر إصدار الحكومة القطرية قراراً بتخفيض القيمة الإيجارية للأراضي الصناعية من 100 ريال (8.400 دينار كويتي) إلى 10 ريالات أي ما يعادل (0.840 فلس كويتي) أي أن النسبة تقريباً 90 في المئة للمتر المربع سنوياً، يعني تستأجر 1000 متر مربع تدفع إيجاراً عليها 840 ديناراً سنوياً.

الخبر الثاني مجلس الوزراء الكويتي يكلّف وزارة المالية بتقديم تصوراتها حول الإصلاحات المالية وتعظيم الإيرادات غير النفطية (أنا أتوقع أن التوجه سيكون كالعادة رفع إيجارات الأراضي الحكومية وزيادة الرسوم على الخدمات الحكومية).

التوقع نتيجة خبرات سابقة مرينا فيها، هذا سيفوه وهذي خلاجينه.

نرجع إلى الخبر الأول، وكوني دقيقاً في استقبال المعلومات اتصلت في صديق قطري لمعرفة أهداف هذا القرار، الأمر ليس مثل ناس أعرفهم يصدر قرار لتأسيس مؤسسة أو هيئة وبعد كم سنة يمسحونها من الهيكل التنظيمي، لماذا تأسست؟ لماذا اختفت؟ الله وحده يعلم والموظفون فيها يطشرونهم!

نرجع لمحور حديثنا الخبر الأول ورغبتي بالتأكد من الصديق القطري وفعلاً اتصلت وكان هذا الحوار:

أنا: ألو... بعد السلام والتحية وشخباركم قلت للصديق هل صحيح هذا الخبر؟ الدول الثانية تزيد مداخلها من إيجارات الأراضي وإنتو تخفضونها فيكم شي؟

صديقي: نعم صحيح الخبر، تقول المدخول بينقص؟ كم المدخول السنوي من الإيجارات؟ ولا شي يُذكر في الميزانية العامة للدولة، لكن القرار له أهداف أبعد!

أنا: شنو الهدف؟

صديقي: الدولة تشجع الشباب للاتجاه إلى القطاع الخاص بكل الوسائل ونجحت فعلاً، ولأنها ترغب في تشجيع الشباب لدخول مجال الصناعة، ومثلك عارف أن الصناعة بحاجة إلى ميزانيات كبيرة ومصاريف لذلك ظهرت هذه الفكرة لتشجيع الشباب على بناء مصانع صغيرة بمساحات أراضٍ صغيرة وإيجارات متواضعة كي يتمكنوا من الاستمرار والنجاح والانخراط في القطاع الصناعي مثل صندوقكم للمشاريع الصغيرة.

أنا: الصندوق الله يذكره بالخير وشنو صناعات صغيرة «كب كيك» و«كوكيز»!!

صديقي: لا لا «يوز عن سوالفك» صناعات تحتاجها الدولة، المواد الأولية لها متوافرة، المصانع صغيرة وإنتاجها كبير وعدد العمالة صغير جداً. خذ عندك «الإبر الطبية بأنواعها، الشاش الطبي، الأقمشة، الأدوات المنزلية، الأحذية بأنواعها، المحلول الطبي (كلوكوز)، فيوزات الكهرباء، ألواح الكهرباء...» وغيرها كثير، عرفت الحين ليش نزلنا الإيجار على الصناعي، هذا إذا عرفت أن الدولة تدعم المنتج الوطني وهذا ما يشجع الشباب حتى حديثي التخرج في خوض التجربة، وإنتو شخباركم؟

أنا: لحظة صمت وتفكير سريع (هل أخبط بالزرع أو أسوي مثل ما سوى المرحوم الفنان أحمد زكي في فيلم «أنا لا أكذب ولكني أتجمل» واخترت أن أتجمل وأجمّل الصورة): إحنا الحمد لله ماشيين بخطوات ثابتة وبصراحة من فترة كل شغلنا صار بسكات ما نحب نعلن عنه خوف من الحسد والعين.

صديقي: يعني إذا بنطلب ترخيص مصنع في تسهيلات؟

أنا: في الكويت سالفة المدة هذه تم القضاء عليها الآن، أي كويتي شاب ناوي يدخل في مشروع صناعي صغير عندك «سهل أعمال» حط رقمك المدني والصناعة اللي ناوي تدخل فيها خلال 3 أيام تجيك موافقة هيئة الصناعة، البلدية، الصحة، البيئة، التجارة والإطفاء، وأي وزارة تحب تدخّل «عصها في شي ما يخصها» وهذه الثلاث أيام حالياً الإخوان في «سهل أعمال» يضغطون على الوزارات والهيئات لجعلها 3 ساعات وربع!

صديقي: إنت من صجك؟!

أنا: نعم ثلاث ساعات ورُبع وجماعة «سهل أعمال» ناويين يصدرون كتاب باسم «الرد الشافي على من تحلطم وتبرطم» عشان الإشاعات، عموماً خلني أكمل بعد ما تحصل على الموافقات، اليوم التالي يجي باص صغير مكيف عند بيتكم فيه لجنة يسمونها «الحوافة» وهي مأخوذة من وظيفة «الحوافة» سابقاً في الكويت القديمة تقوم بخدمة المعاريس لمدة معينة وتلبي طلباتهم وتخدمهم بعيونها، ولما تركب باص الحكومة تخلص كل شغلك بيوم واحد والظهر يرجعونك بيتك وفي الطريق «يخلونك تشوف نجوم الظهر» للترفيه.

ولجنة «الحوافة» يحوفون مقدم الطلب «حوف» تتكون من الهيئة العامة للصناعة وبلدية الكويت، الإطفاء والبيئة والتجارة.

صديقي: قوية، لجنة «الحوافة» اسمحلي أقول للأخوان عندنا عنها! محّد يقدر عليكم شياطين.

أنهيت المكالمة مع قطر، واتصلت على أم العيال لمعرفة الغداء.

أنا: ألو شنو الغدا اليوم؟

أم العيال: مطبق زبيدي كويتي وعلى جنب معبوج كويتي وأجار كويتي ودهن عداني كويتي ولبن بارد كويتي.

أنا: كفو لا يقولون ما عندنا صناعات، مع ان الانتربول الدولي لو يدقق على هذه الأشياء الجانبية لحولها إلى قسم المخدرات، الله وكيلك من تخلص «دب» ما يمديك تغسل يدك إلا وانت شبه مخدر جاهز لنومة «القايلة» وشعب بلا قايلة بلد بلا تنمية.

كشف المستور

عندما أراد جمال عبدالناصر، تأميم قناة السويس ليكون دخلها داعماً للميزانية العامة لمصر، قرّر اتباع سياسة حكيمة، شكّل فريق العمل وخطط لها وفي خطاب جماهيري وضع كلمة السر «ديليسبس» وفعلاً ما أن ذكرها في خطابه عام 1965 في المنشية (الاسكندرية) حتى تحرك الفريق وأمّم قناة السويس إلى يومنا هذا.

الحكومة الكويتية استخدمت الأسلوب السياسي الحكيم نفسه لكن بكلمة سر مختلفة «بسكات» حين أعلنوا عنها زعل الجميع لكن سنكشف المستور عن تحرك الحكومة ليس دفاعاً عنها، فلديها الوسائل لتدافع عنها ولكن «عجاف لها» يعني «مسح جوخ»!

وللكشف عن خطة «بسكات» التي أعلنت عنها الحكومة سأذكر لكم بعض ملامحها على أرض الواقع:

لسد العجز الاكتواري «مديونية الحكومة لدى التأمينات الاجتماعية» تم منح التأمينات الاجتماعية «حديقة الحيوان» بما فيها من حيوانات كاستثمار لزيادة مدخول التأمينات من الاستثمارات، ليس هذا فقط، هناك معلومات غير مؤكدة تقول إن دراسة تقوم بها جهات عبقرية لمنح التأمينات الاجتماعية (سوق الجمعة وسوق الجت والأعلاف والفقع) وتحويل كل هذه الأسواق إلى مولات بعد موافقة «المجلس البلدي» وتحويل سوق الجمعة إلى «مول اليمعة» وكذلك الفقع والفطر والفقع المعلب المغربي لكي يتحول إلى «مول الفطريات» وسوق الجت والأعلاف سيتحول إلى مول «الأعلاف والجت» وكذلك «مول الحمام والقطط والكلاب» كل هذا استثمارات لزيادة أرباح التأمينات من حديقة الحيوانات.

خبر مر مرور الكرام دون أن ينتبه له أحد «بسكات»، اجتماع وفد من وزارة التجارة والصناعة مع ممثلي مكاتب مستوردي الأسماك لضخ كميات كبيرة من الأسماك لخفض الأسعار. يعني التاجر يزيد الكميات عشان ينزل الأسعار وين تصير هذه غير في الكويت؟!

واستلقى الشعب الطيب على قفاه من الضحك!

وعلى الخير نلتقي،،،