واصلت الحسينيات مجالسها في ليالي عاشوراء، حيث شهدت الليلة الثانية تركيزاً على ما حملته رسالة آل البيت، من مكارم الأخلاق والحض عليها، وصلة الأرحام ونبذ التفرقة والتباغض.

وشدّد خطباء المنابر الحسينية على أهمية العلم والمعرفة في اتباع الدين، وعدم الركون إلى الأهواء في اتباع السبيل لتحقيق العبادة لله.

وذكر الخطباء العديد من مآثر آل البيت التي يستقى من مدرستهم العِبر في حسن الخلق والمودة وصلة الأرحام، مشيرين إلى أن استذكار مآثر آل البيت تحيي قلوب المؤمنين للعلم، والاتباع في ما شرعه الله على علم ومعرفة.

وأشاروا إلى مسيرة خروج الإمام الحسين، عليه السلام، من المدينة إلى مكة ثم إلى كربلاء، والأحداث التي واجهته في طريق الطف مع أبنائه وأصحابه، بالإضافة إلى طرح بعد المسائل الشرعية والأبحاث القرآنية والعلمية والمواعظ الأخلاقية.

حسينية آل بوحمد

وقال الخطيب في حسينية آل بوحمد في منطقة الدعية الشيخ أحمد الصالح إن «مجمل العبادات التي كلّف الله بها العباد هي عبادات قُرنت بالمعرفة الصحيحة لمراد الله تعالى من العبادة».

وأضاف الصالح «ماذا يراد بالمعرفة؟ إن الله سبحانه وتعالى جعل للإنسان عقلاً، والعقل كما ذكر في الروايات هو ما يسلك بالإنسان إلى الجنان وطاعة الرحمن، وهذا ما يسمى بالعقل، وعليه ففهم الروايات إذا لم تفهم من قبل الانسان عليه أن يردها إلى مصادرها في كتاب الله تعالى».

حسينية الياسين

من جهته، قال الخطيب في حسينية الياسين في منطقة المنصورية الشيخ جعفر دشتي، إن «الأنصار جاءوا يسألون النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، عن رسالته، حيث وقفوا على عظم هذه الرسالة، وعلموا أنهم لولا هذه الرسالة لكانوا على ضلال مبين. فالرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أخرجهم بهذه الرسالة السماوية من الظلمات إلى النور، وعلموا نعمة الاسلام واستيقنوها، حيث أخرجهم الله من عبادة الأصنام وأصبحوا عباد الله سبحانه وتعالى».

وأضاف دشتي أن «أجر رسول الله على هذه الرسالة هي مودة القربى، فلا بد علينا من مودة قربى رسول الله وإظهار محبتنا لهم. كما أن على الشباب الاقتداء بأخلاق آل البيت، وعليه أن يتطابق ظاهره مع باطنه بالأخلاق الحميدة، وألا نرفع شعارات فقط دون تأكيد على مضمون الأخلاق الحسينية السمحة»، مبيناً أن «الخلق الطيب موجود في آل البيت. فحق آل البيت هو إظهار محبتهم».

الحسينية العباسية

وفي الحسينية العباسية بالمنصورية، تطرّق الخطيب الدكتور فاضل المالكي لتفسير الآية الكريمة «في بُيُوت أذِنَ اللهُ أن تُرفعَ ويُذكرَ فيها اسمُه» مبيناً أن «الأخلاق الربانية لا يبلغها بشر، لأن البشر كائن محدود، والله تعالى هو الوجود المطلق في كل شيء في علمه وقدرته وكرمه، وله أسماء الجمال والكمال والجلال، لكن هناك مصاديق جعلها الله عز وجل لكلماته ولقيمه ومبادئه وأحكامه ومعارفه ولكل ما أراد».

وأشار المالكي إلى أن «بناء المساجد والحسينيات مهم، وطباعة الكتب مهمة، لكن ذلك لا يكفي في ظل ضياع الشباب الذين يعيشون أزمات اجتماعية وحياتية وفكرية، ونحتاج الى مؤسسات مختصة لها في زمن الغزو الإلكتروني الذي نعاصره لإنقاذ الشباب من الانحراف الفكري والأخلاقي».

حسينية الشيخ الأوحد

من جانبه، قال خطيب حسينية الشيخ الأوحد، الشيخ جعفر الحداد إن «الإمام الحسين عليه السلام، عندما خرج إلى كربلاء خرج عن عِلم وقد خرج عارفاً بمصيره، بعد أن رفض البيعة ويحفه بنو هاشم، وعلى رأسهم أبو الفضل العباس ومسلم بن عقيل وأمثالهما، وكان يقول (إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً، إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، لآمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدي رسول الله، وأبي أمير المؤمنين، فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن ردّ عليّ هذا أصبرُ حتى يحكمَ اللهُ وهو خير الحاكمين)».