التكامل بين الزوجين وقيام كل منهما بمهمته هو الأصل في استقرار الحياة الأُسرية؛ إلا أن دور الزوجين بدأ يتغيّر، مثل دور الزوج من الجانب المادي، وهو من مهام الزوج حتى لو كانت الأم غنيّة، فإنها غير مطالبة بشيء من النفقة لا على نفسها ولا على أولادها، وإذا شاركت في ذلك فهو من باب التعاون، ومن المؤسف أن ينسحب الزوج تدريجياً من تلك المهمة إن بدأت الزوجة بالمساعدة، ويعيش عالة على مجهودها، ولا يهتم لتعبها وإرهاقها، ويظل عاطلاً مرتاح البال والجسد، ينام ويتسلّى بمشاهدة التلفاز ويشغل نفسه مع البرامج الإلكترونية أو الجلوس على المقهى، وكذلك الزوج البخيل الذي يضيّق على أهله مادياً ويعتمد على زوجته كونها موظفة أو زوجة غنية، وعادة يكون هذا الزوج من أصحاب الشخصية الضعيفة، أو أنه تربى على التدليل فيصعب عليه تحمّل المسؤولية.

الزوج العاطل الاتكالي يؤثر نفسياً على أسرته، فإنه يفقد مكانته واحترامه عند أبنائه، وتسوء علاقته بهم، ويفقدون القدوة في حياتهم، ومن المؤكد هو ضياعهم، ويصعب على المرأة الصبر على تلك الحياة، وتكثر المشاحنات التي قد تسبّب الطلاق وهدم البيوت.

لقد أسند الله تعالى مهمة القوامة على الزوج، وقد ينسى الزوج ذلك أو يتناسى لشدة كسله، أو لغنى الزوجة، ومن حق الزوجة هنا الامتناع عن المشاركة في النفقة، وتكتفي بواجباتها الأسرية.

وصنف آخر من الأزواج، وهو الذي يعمل، ومع ذلك يطالب الزوجة التي لا تعمل بما لديها من مال لأنها ميسورة الحال، ولا إجبار على الزوجة في ذلك، والمرأة في مثل هذه الأحوال مخيرة، وإن شعرت أنه مضغوط مادياً فلها أن تساعده من باب جلب المصلحة ودرء المفسدة، خصوصاً إن كان الضغط يؤدي إلى مشاكل كبيرة، وبصورة عامة مال المرأة خاص بها، ومن حقها أن توفره وتحتفظ به، أو تستثمره في التجارة وغيرها، وليس من حق الزوج منعها من ذلك، ولا يظن الزوج أنه الأولى بهذا المال، ومن أهم الأمور التي يجب أن تحرص الزوجة عليها ألا تظهر الفارق بينها وبين زوجها بما تملكه من مال من باب الاحترام وحتى لا تجرح مشاعره، ويبقى الود بينهما.