في أعنف ضربات منذ شهور، أطلقت روسيا 38 صاروخاً، أمس، على مدن أوكرانية في هجمات أسفرت عن 36 قتيلًا على الأقلّ وعشرات الجرحى، واستهدفت إحداها مستشفى أوخماتديت للأطفال في كييف، حسب ما أعلنت السلطات الأوكرانية.

وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي على «تلغرام»، «الروس الإرهابيون هاجموا مجدداً أوكرانيا بكثافة بصواريخ. مدن مختلفة: كييف ودنيبرو وكريفي ريغ وسلوفيانسك وكراماتورسك. تضررت مبان سكنية وبنى تحتية ومستشفى للأطفال».

وفي مدينة كريفي ريغ المستهدفة بانتظام بقصف روسي وهي مسقط رأس زيلينسكي، قُتل ما لا يقلّ عن 11 شخصاً وأُصيب 41.

وفي كييف، أعلنت السلطات مقتل 7 وإصابة 35.

وفي منشور على منصة «إكس» أرفقه بمقطع فيديو يُظهر مبنى متضرراً، أضاف زيلينسكي ان «أحد أهم مستشفيات الأطفال في أوروبا» قد تضرر في كييف.

وشدّد على«ضرورة ألّا يبقى العالم صامتاً وأن يرى الجميع ما تفعله روسيا».

موسكو تنفي

إلا أن وزارة الدفاع الروسية أشارت في بيان، إلى أن الصور ومقاطع الفيديو من المكان «تؤكد أن الضرر تسبب به صاروخ للدفاع الجوي الأوكراني»، لافتة إلى أن قواتها أصابت «أهدافها» العسكرية والصناعية، وذلك «رداً على محاولات نظام كييف لتدمير منشآت الطاقة والاقتصاد الروسية».

في وقت لاحق، ذكرت أجهزة الاستخبارات الأوكرانية أن صاروخ كروز روسياً أصاب مستشفى أوخماتديت للأطفال وتسبب بمقتل ممرّضَين على الأقلّ وإصابة سبعة أشخاص بينهم طفلان.

وبعد ساعات قليلة من الضربة على أوخماتديت، تحدثت فرق الطوارئ الأوكرانية عن ضربة على مركز طبي آخر.

وكتبت على«تلغرام»،«تم الإبلاغ عن سقوط حطام في منطقة دنيبروفسكيي. تعرّض مركز طبي لأضرار جزئية. تم الإبلاغ عن أربعة قتلى وثلاثة جرحى».

إصابة منشآت كهربائية

وفي منطقة دونيتسك قرب جبهة القتال، أعلنت السلطات الأوكرانية أن«ثلاثة أشخاص على الأقلّ قُتلوا في بوكروفسك»بعد الضربات الصباحية التي استهدفت كذلك مصنعاً.

وفي دنيبرو، سجلت السلطات العسكرية سقوط قتيل واحد وإصابة ستة.

وأشار رئيس الوزراء دنيس شميغال إلى أن الروس أطلقوا«صواريخ كروز وصواريخ بالستية وصواريخ (أرض - جو) من طراز كينجال».

وأفادت شركة DTEK الخاصة المشغّلة لمنشآت للطاقة الكهربائية في كييف بأن «ثلاث محطات فرعية لمحولاتها (...) دُمّرت أو تضررت في منطقتَي غولوسييفسكي وتشيفتشنكيفسكيي» في العاصمة الأوكرانية جراء ضربات روسية، مشيرة كذلك إلى تضرّر خطوط كهرباء.

وجاءت هذه الضربات في وقت يحقق الجيش الروسي مكاسب على خط المواجهة في الشرق منذ أشهر ويحاول الاستفادة من الصعوبات التي يواجهها الجيش الأوكراني في تجديد صفوفه والحصول على المزيد من الأسلحة والذخيرة من الغربيين.

إدانات

ودانت الأمم المتحدة «بشدة» الضربات الروسية على مدن أوكرانية، مؤكدة أن «من غير المنطقي أن يقتل ويصاب أطفال في هذه الحرب».

ووصفت فرنسا الضربات بأنها «أفعال همجية»، بينما اعتبرتها لندن «مروّعة».

تزامناً، وقع زيلينسكي خلال زيارة لوارسو اتفاقاً حول التعاون في مجال الدفاع والتزم مع رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك دقيقة صمت عن أرواح الضحايا، وذلك عشية حضوره قمة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في واشنطن في سياق من انعدام اليقين سببه الانتخابات الأميركية المقبلة والفوز الممكن للمرشح الجمهوري دونالد ترامب.

في غضون ذلك، وصل إلى موسكو رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، حليف روسيا التقليدي الذي لم يندد صراحة بالغزو الروسي لأوكرانيا ويمتنع عن التصويت على قرارات الأمم المتحدة ضد موسكو.

موسكو «تُحبط» مُحاولة أوكرانية لاختطاف قاذفة إستراتيجية

أعلن جهاز الأمن الفيديرالي الروسي، أمس، «إحباط محاولة أخرى قامت بها أجهزة الاستخبارات الأوكرانية لتنفيذ عملية اختطاف قاذفة إستراتيجية بعيدة المدى من طراز تو-22 إم 3»، مشيراً إلى «تورط أجهزة استخبارات دول الناتو في إعداد وتنفيذ عملية الاختطاف».

وأفاد في بيان بأن «الاستخبارات الأوكرانية حاولت تنفيذ عملية اختطاف القاذفة عبر التخطيط لتجنيد طيار عسكري روسي مقابل مكافأة مالية ومنحه الجنسية الإيطالية، وذلك مقابل تهريب القاذفة الإستراتيجية إلى أوكرانيا».

وتابع «خلال العملية، تلقى ضباط مكافحة التجسس الروس معلومات ساعدت قواتنا المسلحة على إطلاق النار على مطار أوزيرنوي التابع للقوات المسلحة الأوكرانية».