شددت مصر، اليوم السبت، على أن أي حل سياسي حقيقي للأزمة في السودان لا بد أن يستند إلى رؤية سودانية خالصة تنبع من السودانيين أنفسهم دون إملاءات أو ضغوط خارجية.

وذكر المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية السفير أحمد أبوزيد في بيان أن ذلك جاء في كلمة ألقاها وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي في (مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية) الذي يعقد في القاهرة بحضور ممثلي تلك القوى والأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي وعدد من الدول الفاعلة وذات الاهتمام بملف السودان.

وأشار عبدالعاطي الى الجهد «الكبير» والموقف «النبيل» الذي اتخذته دول جوار السودان التي استقبلت الملايين من السودانيين وشاركت مواردها «المحدودة» في ظل وضع اقتصادي «بالغ الصعوبة».

وطالب في هذا المجال أطراف المجتمع الدولي كافة بالوفاء بتعهداتها التي أعلنت التزامها بها في المؤتمر الإغاثي لدعم السودان الذي عقد في جنيف يونيو 2023 وكذلك المؤتمر الدولي لدعم السودان ودول الجوار الذي عقد في باريس منتصف أبريل الماضي لسد الفجوة التمويلية القائمة والتي تناهز 75 في المئة من إجمالي الاحتياجات.

وقال إن مصر تكثف اتصالاتها مع جميع المنظمات الإنسانية المتعددة الأطراف لدعم دول الجوار «الأكثر تضررا» من التبعات السلبية للأزمة.

واستعرض جهود مصر الإنسانية مند بدء الأزمة، موضحا أنها استقبلت مئات الآلاف من السودانيين الذين انضموا إلى ما يقرب من خمسة ملايين مواطن سوداني يعيشون في مصر منذ سنين عديدة.

وذكر عبدالعاطي أن الحكومة المصرية قدمت «مساعدات إغاثية عاجلة» تضمنت مواد غذائية وإعاشية ومستلزمات طبية للسودانيين المتضررين من النزاع داخل الأراضي السودانية بالإضافة إلى استمرارها في عدد من المشروعات التنموية لتوفير الخدمات الأساسية لهم كمشروع الربط الكهربائي وإعادة بناء وتطوير ميناء (وادي حلفا).

وشدد وزير الخارجية المصري على أن بلاده ستستمر في بذل كل ما في وسعها بالتعاون مع الأطراف كافة لإيقاف نزيف الدم السوداني والحفاظ على مكتسبات شعب السودان والمساعدة في تحقيق تطلعاته والعمل على تسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية المقدمة من الدول المانحة للسودان عبر الأراضي المصرية.

وأكد أن أي حل سياسي حقيقي للأزمة في السودان لا بد أن يستند إلى رؤية سودانية خالصة تنبع من السودانيين أنفسهم ودون إملاءات أو ضغوط خارجية وبتسهيل من المؤسسات الدولية والإقليمية وعلى رأسها الاتحاد الإفريقي والجامعة العربية ومنظمة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول الشقيقة والصديقة المهتمة بالسودان.

واضاف أن النزاع الراهن هو قضية سودانية بالأساس وأن أي عملية سياسية مستقبلية ينبغي أن تشمل كل الأطراف الوطنية الفاعلة على الساحة السودانية وفي إطار احترام مبادئ سيادة السودان ووحدة أراضيه وسلامتها وعدم التدخل في شؤونه الداخلية والحفاظ على الدولة ومؤسساتها.

كما شدد على أهمية وحدة القوات المسلحة السودانية لدورها في حماية السودان والحفاظ على سلامة مواطنيه.